* من الواضح أن من يموت وهو في الخطية، لا يؤمن حقًا بالمسيح، حتى ولو قال إنه يؤمن.
فمن يؤمن بعدل المسيح لا يَظلِم، ومن يؤمن بحكمته لا يسلك بحماقة ولا يتحدث بها.
رفع موسى يديه، فانهزم عماليق. رفع الأيدي هو بمثابة رفع لأعمالنا وأفعالنا لله، والامتناع عن الأعمال الهابطة، بل وممارسة كل الأعمال التي تُسر الله، والمرتفعة نحو السماء. فذاك الذي "يكنز لنفسه كنزًا في السماء، يرفع يديه إلى حيث يكون كنزه" (راجع مت 6: 20-21)، كما يرفع أيضًا عينيه، كذلك يرفع يديه. القائل: "ليكن رفع يديَّ كذبيحة مسائية "(مز 141: 2). فإذا رفعنا إذن أعمالنا، ولم نضعها على الأرض، ينهزم عماليق.
لكن لابد أن نأخذ في اعتبارنا، أننا عتيدون أن نُحاكم أمام العدل الإلهي، ليس فقط عن إيماننا، كما لو كنا غير مسئولين عن أعمالنا (راجع يع 2: 24)، وليس فقط على أعمالنا، كما لو كان إيماننا ليس بِمُعَرِّضٌ للمساءلة.
نرجو أن تصغوا بانتباه لما تسمعون. ولا تقتصروا على الاستماع إلى كلمات الله بالكنيسة، بل تمارسوها في بيوتكم، وأن تلهجوا في ناموسه نهارًا وليلًا (مز 1: 2).
من هذه "الزيتونة"، دعنا نستخلص زيت أعمالنا، الذي يمكن به إيقاد مصباح للرب، ولا نسلك في الظلمة (راجع يو 2: 11). هذا كل ما يمكننا قوله فيما يختص بالسُرُج وزيتها (لا 1: 24).
طيور السماء المجنحة روحانيًا يمكنها أن تأوي بين أغصان إيمان بهذا القدر العظيم.
العلامة أوريجينوس