* عندما نفقد البعض نترجَّى عودتهم، ألا نوجه عيوننا نحو الموضع الذي يأتون منه؟ هكذا نستمر يوميًا مترجّين ذلك حتى نفقد قوتنا. هكذا فعلت حنة كانت تتطلع نحو الطريق منتظرة مجيء ابنها وهي تراقب الطريق بلا ملل.
وهكذا فعل داود النبي متطلعًا من البرج في غيرة متقدة كأبٍ مهمومٍ ليسأل إنسانًا يجري قادمًا من المعركة عن صحة ابنه (2 مل 18: 24).
هكذا تفعل الزوجة في سن لم يعرف المشقة، وهي في برج المراقبة المطل على شاطئ البحر تنتظر مجيء زوجها في ترقُّبٍ لا يعرف التعب، فتتطلع على الدوام، كلما رأت سفينة تتخيَّل أن رجلها مبحرًا فيها. إنها تخشى أن شخصًا ما ينال امتياز رؤية رجلها المحبوب قبلها، ولا يكون في إمكانها أن تكون أول من يقول: "لقد رأيتك يا زوجي"، كما فعلت حنة عندما رأت ابنها: "لقد رأيتك يا ابني والآن أنا موافقة أن أموت" (طو 11: 8)، لأن عذوبة اشتياقها الكثير لرؤيته لا يجعلها تشعر بألم الموت .