* حقًا يقول: الآن إني صامت لأني لا أزال أُرجيء العقاب، فهل حينما تفعلون هذه الأمور أسكت عنكم؟ إن كنت لم أصدر حكمًا فإني أؤجل تأديبي الصارم وأطيل أناتي لنفعكم. لقد انتظرت توبتكم زمانًا طويلًا؛ فهل عندما تفعلون هذه الأشياء أصمت عنكم؟ إنني أُرقب ذلك بمنتهى الدقة لتتوبوا ولا زلتم تحتقروني وترفضون الالتفات إلى الرسول: "من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب. واستعلان دينونة الله العادلة" (رو 2: 5)...
إنك تخدع نفسك حتى إن قدمت كل ما لديك وفقدت أموالك، دون الكفارة عن خطاياك. هل تظن إنني مثلك؟ سأوبخك...؟ ماذا أفعل بك؟ إنك الآن لا ترى نفسه، فسأجعلك ترى نفسك. فإنك إن رأيتها واستأت منها تُسرّني! وطالما لا ترى نفسك فأنت راضٍ عليها، فتسيء إليّ وإلى نفسك...
إنك تغلق على ذاتك، فهذه هي رغبتك. إنك تقف خلف ظهرك فلا ترى نفسك؛ سأجعلك تراها بأن أضع أمام عينيك ما قد وضعته أنت خلف ظهرك، فترى بشاعتك، لا لكي تقّومها، بل لكي تحمر خجلًا إزاءها!
الأب قيصريوس أسقف آرل