مزمور 48 - مدينة الملك العظيم
مزمور صهيون (الكنيسة):
أحد مزامير صهيون أو مزامير الكنيسة، كان يُسبح به لتمجيد الله العظيم ومدينته المملوءة مجدًا في موكب جماعي. وهو لا يفصل بين الله وكنيسته بل يقدم لهما صرخة تسبيح واحدة... لهذا يُحسب هذا المزمور تسبحة الله الممجد في كنيسته! فلا نعجب إن بدأ المزمور بقوله: "عظيم هو الرب" [1] وينتهي هكذا: "هذا هو إلهنا إلى الأبد وإلى أبد الأبد، وهو يرعانا إلى الدهر" [14]، فإن الكنيسة في جوهرها هي "حياة مع الرب وفيه"، فيها يُعلن مجد الرب العظيم، وتتجلى رعايته الفائقة وتُختبر نعمته العجيبة المجانية. جمال الكنيسة وبهاؤها وقوتها ونموها إنما في اتحادها مع الله وارتباطها بالسيد المسيح بكونها جسده.
يدعوها المرتل: "مدينة الملك العظيم" [2]، وقد أشار السيد المسيح إلى هذا اللقب في موعظته على الجبل (مت 5: 35). حضوره فيها هو سرّ مجدها [1-2]، وأمانها [3-8]، وفرحها وتسبيحها وبرها وشهادتها [9-14].
كلما تطاع المرتل إلى صهيون بروح الفرح والتهليل في الرب، فيقول: "تتسع كل الأرض بالتهليل" [2]، "في أقطار الأرض يمينك مملوءة عدلًا" [10]. وكا قيل في إشعياء النبي: "وتسير شعوب كثيرة ويقولون: هلمَّ نصعد إلى جبل الرب إلى بيت إله يعقوب، فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله، لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب، فيقضي بين الأمم وينصف لشعوب كثيرين، فيطبعون سيوفهم سككًا ورماحهم مناجل الخ" (إش 2: 3-4).