إن كان العوز لا يدفع الإنسان أن يطلب عون الله بقوة، كيف يمكنه ذلك متى كان في أمانٍ؟!...
بالحق إن الكوارث التي تصيب المؤمنين سواء كانت ضيقات أو إهانات علامة نوال المكافآت العتيدة. لهذا فإن البار طوبيت أرضى الله، فنال استحقاقاته للمكافأة المضاعفة. ففي الحياة الحاضرة شُفِي بواسطة وكالة الملاك، أي نال النظر الذي فقده، وأيضًا اغتنى بالمصادر النافعة في هذه الحياة. وبالنسبة للمستقبل صار وارثًا لملكوت السماوات. وذلك لكي نتعلَّم أنه عندما يطيع البعض شرائع الله بكل قلبهم ولا يشكّوا في وعوده، غالبًا ما يزيدهم الله من مواردهم في هذا العالم، ويهبهم الحياة الأبدية في العالم القادم.
يوجد أيضًا أمر آخر يدفعنا إلى الطاعة لشرائع الله. فالقديس طوبيت لم ينل فقط المكافأة عن برّه، إنما يُضَاف إلى ذلك أنه نال مجدًا خلال الأعمال الصالحة التي يمارسها الذين يتمثَّلون به. فالذين يكونون قدوة يُمدَحون خلال الذين يتمثَّلون بهم. هذا يمكن أن يحدث لنا إن سلكنا في طريق يجعلنا قدوة أيضًا.