رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هي نتيجة الإتحاد من الصفات الإلهية والناسوتية؟ نتيجة الإتحاد أطلق الإنجيل على السيد المسيح كل من الصفات الإلهية والناسوتية: فبالنسبة للصفات الإلهية فقد وصف الإنجيل السيد المسيح بأنه أزلي (يو 1: 1) وصرح السيد المسيح بأزليته قائلًا "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو 8: 58) ورغم أن الأزلية من صفات اللاهوت دون الناسوت لكنه يقول "أنا" الواحد بعد الإتحاد معبرًا بهذا عن عمق الإتحاد، وقال أيضًا "أنا هو الأول والآخر. والحي وكنت ميتًا وها أنا حي إلى أبد الآبدين"( رؤ 1: 17، 18) ومع إن الأزلية (الأول) تخص اللاهوت، والموت (وكنت ميتًا) يخص الناسوت، لكنه لم يفرق بين هذا وذاك بالنسبة لشخصه المبارك "أنا" وقال بولس الرسول "يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد" (عب 13: 8) والمقصود بالأمس الأزلية، ومعلمنا بولس ينسبها للسيد المسيح الواحد بلاهوته وناسوته لم يفرق بينهما. وأيضًا نسب السيد المسيح لنفسه الوحدانية مع الآب " أنا والآب واحد" (يو 1: 30) والمساواة للآب (يو 17: 10) والبنوة لله (يو 17: 1) وبطرس الرسول عندما اعترف قال "أنت المسيح ابن الله الحي" فاعترف بالمسيح الواحد، ويقول أغناطيوس زكا الأول: فعلى صخرة الإيمان بابن الله الحي وُضِعت أساسات الكنيسة، ولا يُبنى إذًا أساس الكنيسة إلاَّ على المسيح الواحد، ولا يوجد مسيحان يمكننا أن نبني هذا الأساس على أحدهما دون الآخر، ولكن المسيح هو واحد لا غير، وهو ابن الله الحي وابن الإنسان (1) وأيضًا نسب الإنجيل للسيد المسيح أنه خالق الكل (يو 1: 3) وضابط الكل (عب 1: 3) وغير محدود (يو 3: 13) ويقول الأنبا ساويرس أسقف الأشمونين "فما معنى قوله أن الجسد نزل من السماء (يو 3: 13) وهو لم ينزل منها إلاَّ أنه قد اتحد بلاهوته الذي نزل من السماء إتحادًا أقنوميًا طبيعيًا، ولكي يحقق إتحاده جعل إنه (أي الجسد) نزل من السماء وهو لم ينزل منها، لأننا لا نقدر أن نقول أنه لم يتجسد من العذراء، أو نقول أنه نزل من السماء. بل نحقق ونؤمن أن ذلك الجسد الذي أخذه من مريم العذراء صار بالحقيقة طبيعة واحدة وأقنومًا واحدًا مع الذي نزل من السماء" (2)، وقدوس بلا خطية (يو 8:46) وقادر على كل شيء (رؤ 1: 8) وعالم بكل شيء (رؤ 2: 23).. إلخ. ونسب الإنجيل للسيد المسيح أيضًا الصفات البشرية مثل الجوع (مت 4: 1) والعطش (يو 4: 7، 19: 28) والتعب (يو 4: 6) والنوم (مت 8: 24) والاكتئاب والحزن (مر 14: 33، 34) والانزعاج والبكاء (يو 11:33، 35) والموت (يو 19: 33)... إلخ وقال البابا كيرلس الثالث " المسيح هو الكلمة المتجسد الذي وحَّد بين اللاهوت والناسوت وحدة بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيِيّر، وأنه أقنوم واحد بمشيئة واحدة لذلك نستطيع أن نصفه بكل الصفات الإلهية، وكل المميزات الإنسانية" (1) وإن تساءل أحد قائلًا: كيف ينسب السيد المسيح للناسوت أمور تخص اللاهوت؟ يجيبه البابا كيرلس الكبير قائلًا " وهذا القول نفهمه على النحو التالي: إن الكلمة يعطي جسده من صفاته، حتى إننا يمكنا أن نقول بسبب الإتحاد به (الناسوت) نزل من السماء، لأنه (الكلمة) عندما اتحد به جعله واحدًا معه" (2). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|