أن الرب قد أوحى للقديسة تريزيا قائلاً: أنه لا يمكن لأحدٍ أن يمضي هالكاً من دون أن يعرف علة هلاكه. ولا يدخل على أحدٍ الغش أو الخداع ما لم يرد هو أن يغش أو يخدع: فاذا أتفق أن الرب يغيب من أمام عيني أحدى الأنفس التي تحبه تعالى، فليس لأجل ذلك يكون هو عز وجل أبتعد عن قلبها، اذ أنه جلت حكمته يختفي بعض الأحيان عن هذه النفس، لكي تفتش هي عليه بأوفر نشاطٍ وبأشد حرارةٍ في الحب. لأن من يريد أن يجد يسوع فيلزمه أن يطلبه بأجتهادٍ. ولكن لا فيما بين تنعمات العالم ومسراته بل فيما بين الصلبان والأماتات، نظير ما طلبته مريم البتول مفتشةً عليه. كما قالت له: ها أبوك وأنا كنا نطلبك متوجعين: فعلى هذه الصورة يلزمنا أن نطلب يسوع. كما كتب المعلم أوريجانوس.*