رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اختبار الأبرار نعمة الله: "كنت شابًا وقد شخت، ولم أرَ صديقًا قط مِن الرب مرفوضًا، ولا ذريته تلتمس خبزًا. النهار كله يرحم ويقرض، وزرعه يكون مباركًا" [25-26]. إذ يتحدث المرتل عن بركات الله التي تحل بالبار المملوء حبًا ورأفة وضياع الشرير الظالم، ربما يُسأل: هل حديثك هذا عملي وواقعي؟ لذا يجيب بأنه منذ صباه حتى شيخوخته لم يجد صديقًا أو بارًا واحدًا قد تخلى الله عنه أو رفضه، إنما يقف دائمًا بجانبه، بل وبجانب ذريته أيضًا. ربما يسمح الله أحيانًا إن يجوع بعض الأتقياء أو أولادهم، أو يعيشوا في عوز، لكنهم لن يتركهم إلى النهاية. يسمح بآلامهم لكنه لا يتخلى عنهم في تجاربهم، بل يبقى معهم، يحمل معهم أتعابهم وينجيهم، بل ويمنحهم نفسه شعبًا وغنى لهم. * لن يسمح الرب قط أن تهلك نفس بارة جوعًا، إذ يقول المرتل: "كنت شابًا وقد شخت، ولم أرَ صديقًا قد تخلى عنه ولا ذريته تلتمس خبزًا". إيليا كان يقتات بخدمة الغربان، وبأرملة صرفة صيدا التي توقعت موتها مع ابنها في ذات الليلة التي قضتها، فقد قدمت طعامًا للنبي إيليا ولم تعد طعامًا لنفسها. * محبة المال أصل كل الشرور. يتحدث الرسول عن الطمع بكونه عبادة أوثان (كو 3: 5). "اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم" (مت 6: 33). لن يسمح الرب أن يموت بار جوعًا؟! القديس جيروم يليق بالبار الذي يفتح قلبه وذراعيه للفقراء والمساكين ألا يرتبك بخصوص مستقبل أولاده بعد رحيله، فأنه يقدم لهم حياته المقدسة ميراثًا يسندهم أما الشرير فهو "تائه لأجل الخبز حيثما يجده" (أي 15: 23)، يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب فلا يعطيه أحد (لو 15: 16). * ليكن (الله) هو صيّ أولادك؛ ليكن هو كفيلهم، ليكن هو حاميهم بجلاله الإلهي ضد كل الأضرار الزمنية... هذا هو الميراث الموضوع في أمان والمحفوظ تحت وصاية الله. الشهيد كبريانوس * أنك أب ظالم وخائن ما لم تقدم لأبنائك مشورة خالصة، وأن تنظر إلى حفظهم في الدين والتقوى الحقيقة. يا من تهتم بالحري بأمورهم الزمنية وليس بممتلكاتهم السماوية، يا من تضعهم في وصاية الشيطان لا المسيح، تمارس خطيتين، وترتكب جريمة مزدوجة، وذلك بأنك لا تمد بنيك بعون الله أبيهم، وبتعليمهم أن يحبوا قنيتهم أكثر من المسيح . الشهيد كبريانوس يرى القديس أغسطينوس أن المتحدث هنا: "كنتُ شابًا والآن شخت" إنما هو السيد المسيح في جسده الكنيسة... كأن الناطق هنا هو الكنيسة، جسد المسيح، التي تقدم خبرتها عبر الأجيال. * جسد المسيح أي الكنيسة، مثل أي كائن بشري، كانت في بداية حياتها صغيرة كما ترون، والآن هي في نهاية العالم قد بلغت سن الكبر المثمر. فإن الكلمات: "حينئذ يكثرون في شيخوخة دسمة" (مو 92: 14) قيلت عن الكنيسة التي تزدهر بين الأمم كلها. حديثها كحديث إنسان واحد بخصوص صباه وتقدمه في السن الحالي، فإنها قد فحصت كل شيء، فإنها بالكتاب المقدس عرفت كل الزمان، وها هي تعلن في رفعة وتحذير: "والآن قد شخت، ولم أرَ صدّيقًا تُخلي عنه ولا ذريته تلتمس خبزًا". الخبز هو كلمة الله التي لا تُحْرَم منها قط شفتا البار (مت 4: 3-4). القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 65| نعمة الله ورعايته الفائقة |
مزمور 37 - يتمتع الأبرار بعدل الله أبديًا |
مزمور 37 - يجد الأبرار الله قائد حياتهم |
مزمور 34- اختبار عذوبة الله |
اختبار رَاعُوث يُعتبر برهانًا على نعمة الله الفائقة |