* كما تكسي الشمس عند بزوغها الجبال أولًا بالنور الذي ينحدر بعد ذلك إلي الطبقات الدنيا، هكذا جاء ربنا يسوع المسيح أضاء بنوره أولًا الرسل كمرتفعات عالية؛ أنار أولًا الجبال ثم هبط بنوره إلي وادي العالم المحتجب... فإن بقيتم علي الجبال لن يتزعزع رجاءكم... حيث يأتيكم العون حقًا. لأنه قد كُرز بالكتاب المقدس لكم من خلال الجبال، أي بواسطة الكارزين العظماء الذين شهدوا بالحق. لكن لا تضعوا رجاءكم فيهم، فالعون يأتي من الجبال، لكنه لا يصدر عنهم؛ فمن أين يصدر إذن؟ "من الرب الذي صنع السموات والأرض" (مز 121: 1-2).
"عدلك مثل جبال الله"، بمعنى آخر، الجبال ملآنة بعدلك.
"أحكامك مثل العمق العظيم". يستخدم المرتل كلمة "عمق" ليدلك علي عمق الخطية التي ينحدر إليه الإنسان باستخفافه بالله... كما أن جبال الله تعبر عن عدله، السمو الذي ترفع إليه نعمته، هكذا بأحكامه ينحدر (الأشرار) إلي الهوة العميقة جدًا حتى أسافلها.
القديس أغسطينوس