يريد يسوع أن يُلقيها علينا هي التواضع في الخدمة " إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه " (لوقا 17: 10).
إذ ليس للبشر حق في التبجح أمام الله مثل الفريسيين الذين وصلوا إلى قناعة أنَّ لهم حقوقا عند الله بسبب صلاحهم وأعمال الخير التي يصنعونها، وذلك لاستحقاقٍ منهم، وليس كرماً ونعمة من الله. أمَّا نحن فمهما فعلنا لن ننهي خدمتنا ولن نقوم بما فيه الكفاية تجاه إله، الذي انعم علينا بكل شيء.
وفهمت القديسة تريزا الصغيرة هذا المغزى فقالت بانها تقف أمام الله "فارغة اليدين". فعلينا ألاَّ نتفاخر بأعمالنا أمام الله، بل مهما قمنا بما أمر به الرب لنقل "لا شكر على واجب". وبالرغم من أننا " خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم " نحن مدعوون لتناول جسد الرب ونشرب دمه المقدس في كل احتفال أفخارستيا نقوم به. ومدعوون إلى عيش الخدمة بدون أي مقابل كي تنفتح أمامنا الطريق نحو فرح أعظم: أي أن نكون مشاركين في محبة الله نفسه، الذي ينتظرنا جميعاً على المائدة السماوية.