* في كم كانت عظيمةً الأمانة التي بها مريم البتول جاوبت*
* حالاً على النعمة الإلهية التي نالتها ساعيةً معها.*
أنه لم يكن رأياً بسيطاً أم خصوصياً، بل هو رأيٌ عامٌ عند كل اللاهوتيين، كما يقول أحد العلماء الماهرين: (وهو الأب كولومبياره) أن مريم المتكونة طفلةً في بطن أمها القديسة حنه اذ أنها أقتبلت نعمة التقديس، فقد نالت معاً في الدقيقة الأولى من حياتها التعقل الكامل، وبلغت الى المعرفة والتمييز، مع نورٍ سماوي عظيم مصاقب عظمة النعمة التي فازت هي بها وقتئذٍ مستغنيةً بها، ولذلك يمكننا أن نعتقد حسناً بأنه منذ البرهة الأولى التي فيها أتحدت نفس هذه الطفلة المملؤة قداسةً مع جسدها الكلية الطهارة، قد أستنارت حالاً بجميع أنوار الحكمة الإلهية، لتفهم جيداً الحقائق الأبدية، وجمال الفضيلة، وفوق كل شيءٍ تعرف خيرية صلاح الله الغير المتناهي.