كان الشعب يقدم عطاياه كل صباح (36: 3)، والصناع يقدمون أعمالهم، ليس كحماس مؤقت ولكن بروح مثابر دائم حتى صار هناك فيض فوق الحاجة. هذه صورة الحياة العاملة التي تقدم للرب حياتها الداخلية وأعمالها كل صباح، أي في وقت مبكر، ولا تنتظر لتقدم للرب ما يتبقى منها في آخر النهار.
إنها تعطيه الأولوية في كل حياتها، الله أولًا وقبل كل إنسان وقبل كل عمل! لهذا تقول الحكمة (الرب): "أنا أحب الذين يحبونني والذين يبكرون إليّ" (أم 8: 17). ويقول المرتل: "يا الله إلهي أنت. إليك أبكر. عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء لكي أبصر قوتك ومجدك كما قد رأيتك في قدسك" (مز 63: 1-2).
تقديمهم عطاياهم في الصباح لا يعني فقط أنهم يقدمون من أعوازهم، لكنهم أيضًا يقدمون بفرح وابتهاج بغير تردد ولا تأجيل، وكأنهم يتمثلون بمريم المجدلية التي خرجت في الصباح الباكر تحمل أطياب الحب لتلتقي بالسيد المسيح القائم من الأموات.