رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ضبط الفكر + سأل أخ شيخا قائلا : " أي شيء أصنع ، فأن أفكارا كثيرة تقاتلني ولست أدري كيف أقاتلها ؟ " . فقال له الشيخ : " لا تقاتل مقابل الكل دفعة واحدة ، ولكن قاتل واحدة ، لن أفكار الراهب أنما لها رئيس ، فاجعل بالك الي رئيسها ، ونحوه أجعل قتالك ، فإذا هزمت الفكر ، فقد أنهزمت البقية " . + سؤال : كيف يمكنني أن أجيب أفكاري وليست لدي قوة ؟ + الجواب : لأنك تدين أخاك ، لهذا تنقطع قوة الروح القدس ، فتعثر بأخيك وأنت سبب العثرة ، أن كنت متأكدا أن الله حاضر وناظر لكل شيء ، فلم تبغض أخاك . أوضح لله أفكارك ، وقل أن الله يعرف ما فيه الخير ، وبذلك تستريح ، وشيئا فشيئا تأتيك قوة تستطيع بها أن تحتمل كل ما يأتيك ، كل من لا يحتمل الشتيمة فلن يبصر التسبحة ... وكل من لا يترك الغضب فلن ينذوق الحلاوة ، فأحرص بكل قوتك علي أن تكون غريبا عن الغضب ، ولتكن قدوة ومثالا لمنفعة الكل ولا تدن أحدا كما لا تحكم علي أحد . + سؤال : كيف يمكن للانسان أن يفتش أفكاره لينجو من السوء ؟ + الجواب : تفتيش الأفكار هو هكذا : اذا أتاك فكر تأمل كنهه ، ولكي أقرب لك المعني أسوق اليك مثلا . اذا أتفق وشتمك انسان ، وأتاك الفكر أن ترد عليه ، قل لفكرك أن انا رددت عليه أحزانته وأعثرته ، فلأصبر أنا قليلا والأمر يجوز بسلام . كذلك أن كنت واحدا علي انسان أو في داخلك فكر بالشر من ناحية انسان فقل ما يأتي : أن الذي يفكر فتشه واقطعه عنك . أما بخصوص الشهوة فأنها تحتاج انتباها كثيرا ، كما قال الآباء : أن أنت وجدت عقلك محاربا في الزني فتعال به الي القدسية . وأن حورب في الحنجرة فتعال به الي الامساك .وأن حورب في البغضة تعال به الي المحبة . وبذلك تصبح علي الدوام في يقطة وحذر ونجاة . + قال الأب برصنوفيوس : اذا ما حركك فكر من الشيطان علي انسان ، فقل في نفسك بطول روح : أني قد أخضعت ذاتي لله لكيما اخدم آخرين ، فكيف عنك الفكر ، وكن دائما مستقصيا عن أفكارك ، ولتبكتها ، لأن الذي يبكت افكاره ويقول أنه خاطجيء ، وهو في فعله ليسر خاطئا ، فلهذا هو غاية الاتضاع ، ومن كان متضعا ، فأنه لا يغضب ولا يدين أحدا ، ولكنه يري الناس كلهن أخيرا منه ، ومن يعلم أنه خاطيء لا يلوم الانفسه ، ولا يعتل به . + قالت القديسة سفرنيكي : كما أن الوحوش النافثة يطردها حاد الأدوية ، هكذا الأفكار الخبيثة يطردها الصوم مع الصلاة . + اخذوا عن شيخ : أنه كان جالسا في قلايته ، فأتاه أحد الأخوة في الليل ، وأراد الدخول اليه ، فلما بلغ الباب سمع صوته من داخل وهو يقول : يكفي ، يكفي حتي متي ؟ اذهبوا الآن من قدامي . ثم سمعه يقول ،تعال ، تعال ، يا صديقي . فلما دخل اليه قال : لمن كنت تتكلم يا أبي ؟ قال له : لحسياتي الرديئة كنت أطرد للصالحات كنت أدعو . + أخ من الاخوة سأل شيخا وقال : يا أبت أعني فقد أهلكتني أفكار الزني ؟ فقال له الشيخ : يا بني ، أن كنت تستطيع فلا تترك الفكر يسكن عندك . قال : وكيف استطيع ذلك يا أبت ؟ قال : كلما بدا لك الفكر ، فلا تدعه يصعد الي دماغك ، بل الحقه بذكر الموت ، وخوف الله ، واذكر نتنك ، وكيف تصير القبر ، لأن هذا الفكر الرديء ، أن غلب الانسان يقوده الي قطع الرجاء واليأس من الخلاص ، وكمثل السفينة التي تصدمها الأمواج والعواصف الشديدة وأهوال البحر ، فأن أنزل عنها قدرا من الرمل أو مما تحمل ليخف حملها ، فأنها لن تعطب سريعا ، بل تسبح ، وأن أنكسرت رقبتها أو شيء منها ، فلا زال لها أمل صالح في السلامة . أما ان أصيبت بثقب من أسفلها ، وأمتلأت ماء ، فقد عطبت ، هكذا تكون حال الراهب ، فأنه أن تواني قليلا في بعض الأشياء قهو يؤمل أن يغلب بالتوبة ، أنما أن سقط مرة واحدة في الزني فقد عطب ويوشك أن يقاد الي اليأس في هذا الغرق . + قال قائل من الاخوة الرهبان لشيخ من الشيوخ : يا أبي ، لست اجد في قلبي قتالا ؟ . فقال له : أنك تشبه القبة المرتفعة في وسط السوق ، فكل من أراد جاز تحتها ، كذلك قلبك ، أما أن أغلقت باب قلبك ، ولم تدخله الأفكار الرديئة لنظرت الأعداء يقاتلونك قتالا شديدا . الله لا ينسي جهادنا + قال شيخ : " أنه كان اخ قد جرب بأفكار تسع سنين حتي انه يئس من خلاصه ، ومن الخوف كان يقول : هلكت . ولما كاد أن ينقطع رجاؤه بالكلية ، صار اليه صوت قائلا أن الشدائد التي لحقت بك في هذه السنين التسع ، هي أكليل لك . لا تكل من الجهاد . فلما سمع هذا تقوي بالرجاء وخفت عنه الأفكار . + أخ حريص : قامت عليه قتالات صعبة سببت له حزنا شديدا لدرجة أنه كان يخاطب نفسه قائلا : ما دامت هذه الأفكار معي فلن أخلص . وكان يتواضع جدا فذهب الي شيخ كبير وسأله أن يصلي عليه لكي يرفع الرب عنه القتال ، فقال له الشيخ : بل هذا خير لم يابني . ولكنه ألح عليه ، فطلب الشيخ الي الله ، فاستجاب ط لبته ورفع القتال عن الأخ . وأذا بالأخ قد صار يسبح لوقته في لجة العجب والعظمة ولكنه ندم عليه القتال الذي كان يسبب له الاتضاع . ( ب ) يقظة العقل حراسة الأفكار سؤال :أخبرني يبا أبتاه كيف يرصد الانسان قلبه ، وكيف يقاتل تجاه الشيطان ، وأن كان ينبغي له أن يسد مدخل الكلام قدام فكر الزني ، وأن هو دخل علي العقل فماذا يعمل ، وهل ينبغي أن يكون كعامي بوزن ؟ الجواب : يا ولدي ، اذا حفظ الانسان قلبه فأنه يكون متنبها طاهراً ، وانما يعرض له القتال اذا تهاون يوماً ، فإذا أبصر العدو تهاونه عمل علي قتاله ، لأننا لسنا نقع الا من تهاوننا ، وأن كدنا لا نقاومهم لأنهم يريدون منك المحادثة كيما يشغلونك ولا يكفون ، فتقدم الي الله من أجلهم ، والق ضعفك أمامه وهو يصرفهم عنك ويبطل قوتهم . وأما من جهة شيطان تالزني فيجد هو أن تسد عليه ولا تدعه يدخل ، لأنه اذا دخل نجسك وسجسك ، لأنه يتخذ له مادة منها وبها يستطيل عليم ، فأن هو خطفك فج أية ( بغتة ) ودخل فيك ، لا تتوان حتي ولا وقتا قصيرا ، بل قم وجاهد والق ذاتك أمام الله وأقر بضعفك وأسأله أن يلقيه خارجا عنك . أما من أجل الطعام ووزنه ، فليكن ذلك بالتخفيف والتحفظ . سؤال : أخبرني يا أبي كيف يكون الفكر مأكلا للسباع ؟ الجواب : يصير الفكر مأكلا للسباع اذا لم يسبق الانسان الي لوم نفسه ، فأن هو تغافل جرحته بأنيابها وأظافرها ، فحسن أن تحتاج الي الالتصاق بالتوبة ، ويجب عليك الا تزكي نفسك ، وألا تقول انك شيء ، فتبرأ أوجاعك ، ولا تدين الآخرين . + قال شيخ : " اذا جلست في قلايتك ، فلا تكن مثل قبر مملوء من التجاسات ، ولكن كن مثل اناء مملوء ذهبا كريما ، ولك حافظك ، حافظ النهار والليل ، التي هي قوة الرب ، التي تحفظ عقلك . + وقال أيضاً : " أذا مدحك الفكر قل له : لماذا تمدحني ؟ أن السائرين في البحر حتي ولو هدأ عنهم هيجانه ، فماداموا بعد في اللجة فأنهم يتوقعون اهو اله وغرقه . كما الا يسرون بالنسبة للهدوء الذي يكون له احيانا ، لأنهم لا يطمئنون جملة ، حتي يصلوا الي الميناء ، نعم ، لأن كثيرين كانوا علي فم الميناء ولكنهم عطبوا . + وقيل أيضاً : ان لم يحفظ الانسان التعليم الروحي ، ولم ينق قلبه من الأفكار القذرة ، فكل تعليم ينساه ويذهب عنه . وعند ذلك يجد العدو فيه مطمعا فيسقطه ، لأن النفس تشبه مصباحا مضيئا ، اذا توانت عنه ولم تتعهده بالزيت أنطفأ . + وقال تادرس الاسقيطي : أن الفكر السوء يأتي فيقلقني فاشغل وما أقدر أن أتمم الفعل لكنه يشغلني ويمنعني من الفضيلة .فأما الرجل المستيقظ فهو يتيقظ وينهض عليه بالصلاة . + قال القديس أبيفانيوس عند خروج نفسه : أيقظوا قلوبكم بذكر الله . فتخف قتالات الأعداء عنكم . + قال أحد الآباء : ليكن فكرك فكراً صالحاً هادئاً في أي موضع سكنت فيه . + قيل عن أخ من الرهبان : انه زار شيخا تعبا في عمل الخير ،كان ساكنا في المغائر التي تقع فوق المكان الملقب باسرائيل ، وكان الشيخ ذا عقله متيقظ لدرجة أنه كان حيثما توجه ، يتوقف عن السير ويستعرض فكره ويسأله : كيف حالك يا أخي ؟ أين نحن ؟ . فاذا وجد عقله يترنم بالمزامير ومتضرعا ، حمده واستدامه ، وأن وجد ذاته متفكرا في أي شيء من الأشياء ، شتم ذاته في الحال قائلا : هلم من هناك . قف عند حدك . والزم عملك . وكان الشيخ يخاطب نفسه . بهذا الكلام دائما : يا اخي . يلوح لي أن الانصراف قريب ، ولست أري مجالا للنوم أو التهاون بعد . ثم ظهر الشيطان في وقت من الأوقات لهذا الفاضل وقال له : لماذا تتعب . أنك لن تخلص . فقال له الشيخ : وماذا يهمك أن كنت لا أخلص ؟ لكني سوف أوجد في العذاب فوق رأسك . وتحت كل من فيه . وقال هذا الشيخ أيضا: سبيل الراهب اذا وقف مع أخوة رهبان ، أن يطرق برأسه دائما إلي أسفل ولا ينظر بالجملة الي وجه انسان ، وخاصة وجه شاب ، واذا كان منفردا ينظر الي العلو دائما . ذلك لأن الشيطان من شأنه أن يغتم ويرتاع اذا نظرنا الي العلو نحو ربنا . + سأل أخ أنبا أمونا مرة قائلا : يا أبي ثلاثة أفكار تضايقني ، الأول : أن اسكن في البراري وحدي ، والثاني : أ، أمضي الي القرية حيث لا يعرفني أحدا ، والثالث : أن أحبس نفسي في القلاية ولا أجتمع بأحد ، وأصوم يومين يومين . قال له الشيخ : ولا واحد من هذه الأفكار تستطيع أن تمارسه كما ينبغي ، بل الأفضل أن تجلس في قلايتك ، وتأكل في كل يوم قليلا ، وتجعل كلمة العشار في فمك دائما قائلا : يا الله أغفر لي فأني خاطيء . وأنت تتنيح . + وقيل عن الأب جلاسيوس : أيضا انه قلق من أفكار تعرض عليه الخروج الي البرية ، فقال لتلميذه : احرص علي عدم مخاطبتي هذا الأسبوع . ونهض وأخذ عصاه بيده وبدأ يمشي خارج القلاية ، وجلس قليلا ، ثم قام ومضي فلما صار العشاء قال لفكره : أن الذين يطوفون البرية ، خبزا لا يأكلون وتحت سقف لا ينامون . كما أن أولئك أيضا يقتاتون بالحشيش ، أما أنت فلكونك ضعيفا كل بقولا . فأكل ورقد تحت السماء ، واستمر علي ذلك ثلاثة أيام وهو يمشي طول النهار ، ويأكل في العشية بقولا يسيا وينام في العراء . فلما تعب حينئذ بدأ يعاتب نفسه قائلا : بما أنك لا تقدر أن تقوم بأعمال أصحاب البرية ، فأولي بك أن تجلس في قلايتك وتبكي علي خطاياك ، ولا يطيش عقلك قائلا : أدخل الي البرية ، لأن عيني الرب في كل مكان ناظرة الي أعمال جميع الناس ، وهو يعرف جميع فاعلي الخير . + أخ من القلالي ، بل خوصا فلما جلس يعمل قال له فكره : اذهب الي قلاية الشيخ . فقال هو لفكره : أصبر سوف أذهب بعد أيام . فقال له فكره : فأن مت فكيف تذهب ؟ اذهب لتسأله عن الحصاد . فرد علي فكره : لما يأتي زمان الحصاد .. أو علي الأقل لما افرغ من هذا الخوص الملوك سوف أذهب . عاد فكره وقال له : الهواء طيب اليوم . وأنه من ساعته نهض ليذهب الي الشيخ ، وكان لهذا الأخ جار قديس يري الغيب ، فلما رآه ذاهبا صاح به قائلا : يا مسبي ارجع وتعال . فلما قال له : ارجع الي قلايتك . فحدثه بقتاله كله ، وصنع له مطانية ، ورجع الي قلايته ، فصارت الشياطين بصوت عال غلبتمونا يا رهبان . وصارت الحصير اليت كانت تحته تلتهب كلها نار . ثم بادوا مثل الدخان . وهكذا تعلم ذلك الأخ خبث الشياطين وحيلهم من هذا المر . معينات لضبط الفكر سؤال : ان الآباء قالوا : ينبغي لنا أن ندخل الي القلاية ونتذكر خطايانا ، لكني أجد نفسي أني أتذكرها بدون توجع وأشتهي أن أتخشع فلا يأتيني التخشع فما السبب ؟ الجواب : لست تسلك في سبيل الحق ، لأنك تحتاج الي تفتيش القلب وضبط الفكر عن كل انسان ، فمن لم يقطع هواه لا يوجعه قلبه ، وقلة الايمان لا تدع الانسان يقطع هواه ، وسبب ذلك هو محبة مجد الناس اكثر من مجد الله كما قال الرب ، فأن أردت بالحقيقة ان تبكي علي خطاياك ، فمت عن كل الناس واقطع هواك وأجتنب تزكيتك لنفسك وارضاءك للناس ، ولا تتلذذ بطعام ولا تشبع ولا تدن أحد ، وكن حسن الطاعة لتبلغ الاتضاع ، والاتضاع يميت الأوجاع . سؤال : كيف اعرف الفكر الذي من الله والفكر الذي من الطبيعة والفكر الذي من الشيطان ؟ الجواب : افراز هذه المسالة أنما يكون قد بلغوا الي التمام لنه ان لم يطهر العين الداخلية بالعرق والعناء الكثير ، فلا تقدر ان تفرز ، فاقطع هواك لله في كل شيء وقال : ليس كما أريد انا ، بل ليكن ما تريده انت ياربي والهي . وهو يعمل معك كهواه . فاسمع الآن فرز هذه الأفكار الثلاثة : اذا تحرك في قلبك فكر في ذات الله ووجدت فرحا ، وحزنا يساوي هذا الفرح ، فأعلم أن ذلك الفكر هو من الله ، فداوم فيه ، فأن جاء عليك فكر طبيعي الذي هو الهوي الجسداني فادفعه ، واتمم القول القائل : أن تكفر بنفسك ، أي أنك تفكر بالمشيئات الطبيعة وهي تجر الي الخلف ، فكل أمر تفكر فيه وتحس في قلبك ببلبلة ولو بمقدار شعرة ، فأعلم أن ذلك من الشيطان واعلم ان ضوء الشياطين آخره ظلمة . . + قال مار اسحق : طريق الحكمة هو ترتيب الأعضاء ، وطموح الجسد هو تخبط . الحكمة الحقيقية هي النظر في الله ، والنظر في الله هو صمت الأفكار ، الاحساس بالله هو عمق الاتضاع ، ثاؤرية تصور الحق ، هي مبتورة القلب ، القلب الذي هو قد مات عن العالم فبالله يتحرك جميعه ، الذييبني نفسه أخير له من أن ينفع المسكونة جميعها . من قد ماتت اعضاؤه الخارجية فقد عاشت أعضاؤه الداخلية الساذج الحكيم بالله ، خيرا من الفهيم الغاش بضميره . 1-الشجاعة الفكرية + قال أنبا باخوميوس : قاتل جميع أفكارك ليعطيم المسيح المواعيد التي أعطاها للقديسين . اذا جاءك فكر بخصوص حب الاجسام أو بغض أو غضب أو أي رذيلة من الرذائل ، فكن قوي القلب وقاتل كالجبار حتي تهزمها مثل عوج وسيحون وباقي ملوك الكنعانيين ، وحينئذ ترث جميع مدن أعدائك . أطرح عنك ضعف القلب لئلا يتملكك الكسل وقلة الايمان فيطمع فيك أعداؤك . اجعل قلبك كقلب سبع واصرخ كبولس وقل : من ذا الذي يستطيع أن يفصلني عن محبة الله ربي ؟ أن كنت في البرية فقاتل بالصلوات والتنهد والصوم وأن كنت في وسط الناس فكن وديعا كالحمام وحكيما كالثعبان . + سأل شيخا قائلا : " ماذا أفعل يا أبي فأن الخوف يتبعني اذا لحقتني أفكار ؟ " ، فقال له الشيخ : " أن جندي الملك اذا خرج للحرب قبالة الأعداء ، فكلما رموه وجرحوه ينهض مسرعا لمقاتلتهم دفعات كثيرة ، فما لم يترك الحرب ويهرب فأن الملك لن يغضب لأجل أنهم جرحوه ، بل بالحري يفرح له بالأكثر ، لكونه قبل الجراح في سبيل مقاتلة أعداء سيده ، هكذا أنت أيضاً ، كما نخستك الأفكار ، انتصب بالأكثر لمقاتلتها " . 2 – لا تلج مع الأفكار + قال أحد الآباء :امساك العقل والقلب هو أن الانسان متيقظا . لا تتهاون بأفكارك ، واذا قاتلك العدو بالفكر فلا تلتفت الي قتاله لأنه يريد بذلك أن يشغلك عن مخاطبة الله . + قال شيخ : بخصوص مساعدتنا للأفكار . " الشيطان فتال حبال ، فأنت تدفع له الخيوط وهو يفتل " . + قال القديس باسيليوس : " ما لا ينبغي أن تفعله لا تفكر فيه ولا تذكره " . + قال أنبا بيمن : " أذا اخذ الانسان حية ووضعها في قارورة فغطي فمها فأنها تموت ، هكذا الأفكار الردية ، اذا قامت علي الانسان فالصبر والجهاد يهلكانها " . + سأل الأنبا آمون الانبا بيمن : عن الأفكار النجسة التي تتولد في قلب الانسان والحسيات الباطلة فقال له : " هل يقطع الفأس بغير انسات يقطع به ؟ ، فأنت أذن لا تعط هذه الأفكار أهمية ولا المسألة فأجابه : + وسأله أيضا أنبا أشعياء عن هذه المسألة فأجابه : " مثل تابوت مملوء ثيابا ، ان تركتها دون أن تتعاهدها ، سوست وتلفت كذلك الأفكار أن لم تفعلها جسدانيا بطل " . + قال أخ لشيخ : " افكاري لا تتركني أستريح ، ولذلك تجد نفسي مغمومة " ، فقال له الشيخ : " اذا زرع الشياطين فيك الأفكار ، فلا تتحدث معها ، فمن شأنهم أن يطرحوا زرعهم دائما ولكنهم لا يلزمون أحد بقبوله اضرارا ، فلك أن تقبله أو لا تقبله .. ألا تلاي ما عمله أهل مديان ، كيف أنهم زينوا بناتهم وأظهروهم ومنهم من لم يديدوا فلم يدنوا منهن ، كذلك من أغتاظ منهن فشرع في قتلهن . وهكذا تكون حال الرهبان مع الأفكار التي تهجس بها الشياطين اليهم . فأجاب الأخ وقال : " كيف أعمل يا أبي لأني ضعيف والوجع غالب علي وليس لي قدرة علي مقاومة الأفكار " قال : " كيف أعمل يا أبي لأني ضعيف والوجع غالب علي وليس لي قدرة علي مقاومة الأفكار " فقال له الشيخ : " اذا القوا فيك الأفكار فلا تجاوبهم ، بل اهرب الي الله بالصلاة والسجود ، وقل يا الله ارحمني واصرف عني هذه الافكار بقوتك العظيمة ، فاني ضعيف عن مقاومتها " ، فقال له الأخ : " اني اذا وقفت لأصلي ، لا أحس بخشوع لعدم معرفتي بمعني الكلام وقوته " ، فقال له الشيخ : هكذا : أن الراقـي ( الساحر ) لا يعرف قوة الكلام الذي يعزم به ، لكن الحية تحس بقوة القول فتخرج ، كذلك نحن أيضا ، أن كنا لا نعرف ما نقوله ، ولكن الشياطين تعرف قولنا وتنصرف عنا " . 3-شغل العقل + قال القديس أوغريس : " الذي يجمع كلام الكتب المقدسة الي قلبه ، يلقي الأفكار براحة ، لأننا نحتاج الي أتعاب كثيرة لكي نقطع كمال الأفكار " . + سؤال : أخبرني يا أبتاه ماذا أعمل ، لأن الأفكار قد اضطربت في جدا ؟ الجواب : يا ولدي ، ان كان الإنسان باطلا ، فأنه يتفرغ لقبول الأفكار التي تأتيه ، وأذا كان له عمل . يعمله ، فلا يتفرغ لقبولها ، قم وقت السحر وامسك الطاحون وأطحن قمحك ، فتعمل منه خبزا لغذائك ، وذلك قبل أن يسبقك العدو ويجعل عليها رملا ، وأسرع فاكتب لوحك ، واحفظ الوجه الآخر ، لأن ربنا يقول للرسول : " أنتم ملح الأرض " ، فالأرض يا أبني هي جسدك ، فكن أنت له ملحا تملحه / وجفف ناموسه ودوده ، وأعني أفكارك الرديئة . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن اتضاع الفكر يؤدّي إلى اتساع الفكر |
الأول الفكر، وبعد ذلك بقية الفكر. ما هو الفكر الأول؟ |
الفكر يسبق العمل والعمل يتبع الفكر ويعزِّزه |
الفكر |
الفكر |