لم يكتفِ يسوع بتوجيه التهديدات التي نطق بها الأنبياء ضد كل أمان خادع (لوقا 17: 26-36) بل إنه يفرِّق بين أعضاء الأسرة الواحدة بين المؤمن وغير المؤمن. ولذلك فإن يسوع لم يُعكرِّ على هذا النحو إلا سلاماً وهمياً أو سلاماً طبيعياً محضاً، لأنه أتى "ليجمع المتفرقين" "أَنَّ يسوعَ سيَموتُ عَنِ الأُمَّة، ولا عنِ الأُمَّةِ فَقَط، بل لِيَجمَعَ أيضاً شَمْلَ أَبناءِ اللهِ المُشَتَّتين"(يوحنا 11: 52)، و"ليقهر البغض"، وليُحطِّم الحدود التي تفرِّق، وليقيم السلام الحقيقي بين الناس، وذلك بأن يجعلهم أبناء آبٍ واحد، وأعضاء جسدٍ واحد، يُحييهم روح واحد كما جاء في تعليم بولس الرسول "فإِنَّه سَلامُنا، فقَد جَعَلَ مِنَ الجَماعتَينِ جَماعةً واحِدة وهَدَمَ في جَسَدِه الحاجِزَ الَّذي يَفصِلُ بَينَهما، أَيِ العَداوة" (أفسس2: 14).