معلمه أوريجانوس الإسكندري، الذي قال:
[لماذا هبطوا؟ لأنهم لم يكونوا من الحجارة التي يخرج منها أولادًا لإبراهيم، إنما كانوا محبين للمنخفضات ويتلغمون بالسوائل (الأمور المائعة)، يبتغون اللذة... ويهربون من الواقع. لهذا قيل عنهم "غاصوا كالرصاص في مياه غامرة" [10]. هكذا للخطاة ثقل شرور أشار إليها زكريا النبي، قائلًا: "وإذا بوزنة رصاص رفعت، وكانت امرأة جالسة في وسط الإيفة" (5: 7). ولما سُئل عن شخصيتها قيل له: "هذه هي الشر" (5: 8). لهذا قيل عن الأشرار أنهم غاصوا كالرصاص في مياه غامرة... أما القديسون فلا يغوصون بل يمشون على المياه... إذ ليس فيهم ثقل خطية ليغوصوا.
لقد مشى ربنا ومخلصنا على المياه (مت 14: 25)، هذا الذي بالحقيقة لا يعرف الخطية، ومشى تلميذه بطرس مع أنه ارتعب قليلًا إذ لم يكن قلبه طاهرًا بالكلية، إنما حمل في داخله بعضًا من الرصاص... لهذا قال له الرب: "يا قليل الإيمان لماذا شككت؟". فالذي يخلص إنما يخلص كما بنار (1 كو 3: 15)، حتى إن وجد فيه رصاص يصهره].