هناك في البرية سكن رعوئيل الذي تفسيره "الله صديق" وتزوج بصَفُّورة التي تعني "عصفورة" وأنجب منها جرشوم الذي يعني غريب. وكأن موسى هنا يمثل الخادم الذي في وحدته يلتقي بالله صديقًا له، وتتحد حياته بالعصفورة أي بالفكر السماوي الطائر في العلويات، ويلد الشعور الدائم بالغربة...
ويلاحظ أن حميه رعوئيل دُعيَ يثرون (خر 3: 1)، غالبًا كلقب شرف بكونه كاهن مديان، والتي تعني "المتقدم في السمو"، كما دُعيَ في (سفر العدد 10: 9)، "حوباب بن يثرون"، وربما حوباب تعني رعوئيل أيضًا، ويرجح أنه من نسل إبراهيم وقطورة (تك 25: 2).
أما عمل موسى فكان رعاية الغنم، وقد رأى القديس إكليمنضس الإسكندري والعلامة أوريجانوسفي هذا العمل صورة السيِّد المسيح الراعي الصالح الذي يرعى حركات النفس الداخلية كقطيع.