استمرّ "عبد يسوع المسيح" (بولس) في عمله الرعوي ما بين آسيا الصغرى والطرف الجنوب الشرقي لأوروبا لغاية فبراير سنة 58. كانت الأيام تمرّ سراعًا.
وكان من المتوقّع أن يفتر حماس شبابه، ولكن لا، فمن الواضح أنه ازداد اشتعالًا، فهو متلهف على توصيل الإيمان بفاديه الحبيب إلى "كل الأرض" إنه يمتد دائمًا إلى الأمام. إنه يتطلّع إلى الأفق البعيد، يتطلع إلى شواطئ أسبانيا ومضيق جبل طارق. وفيها يشتهي أن يرفع علم السيد المسيح، ولكن لا بد له من الذهاب إلى أورشليم أولًا ليعيّد الفصح هناك وليعطي ما جمعه "للقديسين".