بعد رسامته ألبسوه الثياب البيضاء، فقال له الأب البطريرك: هوذا قد صرت كلك أبيضًا يا موسى، فرد عليه موسى مداعبًا أيضًا: من الخارج أم من الداخل يا أبانا؟ وأراد أن يختبره أيضًا بلطف -وكأنه يلقي بالبخور في النار لتفوح وتشيع رائحته- فأوعز الأب البطريرك للرهبان أن يطردوه من الهيكل عند دخوله ليختبر احتماله.. فلما جاء انتهروه قائلين: اخرج يا حبشي، فما كان منه إلاّ أن لامَ نفسه قائلًا: حسنًا صنعوا بك يا أسود اللون.. ما أنت بإنسان فكيف تحشر نفسك بين الناس؟