القديس أنطونينوس يخبرنا بأنه اذ كان يوماً ما أحد الخطأة حاصلاً في حال الأثم معدوماً نعمة الله، قد رأى ذاته حاضراً في المحكمة الإلهية أمام يسوع المسيح، وشاهد الشيطان يقدم عليه الشكايات، ومريم البتول تحامي عنه ضدها، فالعدو الجهنمي قدم حينئذٍ سجلاً مدونةً فيه مآثم هذا الخاطئ كلها، واذ وضع ذاك السجل في ميزان العدل الإلهي بأزاء الأعمال الصالحة التي كان هو فعلها، قد وجد أثقل بما يجد من تلك الأعمال، فماذا صنعت وقتئذٍ مريم المحامية العظيمة عن الخاطئ، فقد مدت يدها الحلوة على كفة الميزان فوق الأعمال الصالحة وجذبتها، فوجدت أثقل كثيراً من سجل الخطايا، وبذلك أوضحت للخاطئ في تلك الرؤيا، أنها هي تستمد له من الله الغفران أن كان يغير هو سيرته الأثيمة، كما تم الأمر حقاً، بأن الخاطئ المومى اليه حينما رجع الى ذاته قد تاب عن خطاياه بسيرةٍ صالحة.*