لم يدرك هذا الغَنِيٌّ أن الله هو سّر حياة النفس البشريَّة، ومن يقتنيه في داخله يقتنى الحياة على مستوى أبدي، بل حسبَ أن حياته تقّيم بمقدار غِناه، ويعلّق القديس إقليمنضس الإسكندري بقوله "لا تقوم حياة الإنسان على فيض ما يملكه من الأشياء". لم يعد الغَنِيٌّ يُفرّق بين الهبة والواهب. بل تعلّقت نفسه بالهبة وتركَ الواهب، وهكذا دخلت حياته ليلاً مُظلماً، لأنه أُنكر وجود الله، واعتقد أن بإمكانهِ أن يعيشَ من دونِ الله. فليس الإنسان بما لديه، بل بما هو عليه.