يصف مصطلح الفساد الكليّ حالة البشر العامة. أما العجز الكليّ فهو يصف نتيجة تلك الحالة: فإن البشر بدون تدخل الله بنعمته عاجزون تمامًا عن معالجة حالتهم. ويشرح دابني هذا قائلاً:
كل فعل أخلاقيّ لديه ميل بداخله لتنمية ورعاية النزعة الطبيعيّة التي يُطلق هذا الفعل العنان لها. قد تعتقد أن تصرفًا واحدًا ينتج قوة يسيرة، ورباطًا ضعيفًا جدًا من العادة، يتألف من خيط واحد! ليس الأمر دائمًا هكذا. فإن تحرك المؤشر قليلاً فهو يكون بهذا قد تحرك، وهكذا تبدأ مسيرة الانحدار، بخطوة واحدة فحسب. وبالتأكيد ستزداد قوة الدفع، وإن كانت هذه الزيادة تدريجيّة. فإن محبة الذات الجامحة قد صارت الآن مبدأ للحياة، وستستمر للأمام حتى تضمن الهيمنة الكاملة…