قد عبّر أحدهم عن الفرح هذا بقوله: (هل تريدون معرفة إن كانت صلاتكم حقيقية؟! لاحظوا هذا الأمر: هل تقفز قلوبكم من البهجة، وتدفعكم لتقديم الشكر؟ إن حدث هذا وقت الصلاة وشعرت بفرحٍ عارم يغطي كل شيء، عندها فأنت في الحقيقة وجدت الصلاة). هذا فيما يخص الصلاة عامة، أما إذا انتقلنا في الحديث عن تاج الصلوات، والذي هو سر الأفخارستيا، فالفرح عنه أكثر عمقاً، لأنه تعبير عن الحياة، ووصول إلى نهايتها، من حيث هي (سعي إلى السعادة) بصورة يرضى بها العقل، علاوةً على منهجها المنظّم الذي يعالج بواسطة الصليب قضايا الحياة من قلق ويأس ولا معقول، وتقديم أسلوب حياة يتبنى الفرح، مقابل الشقاء النفسي والجسدي. وأختم كلامي بمقطع للأب شميمن من كتابه "من أجل حياة العالم" يقول فيه: (كانت المسيحية منذ بدايتها إعلاناً عن الفرح الوحيد الممكن على الأرض.. بشّرت المسيحية بفرحٍ جديدٍ شامل.. وبما أن الكنيسة هي فرح انتصرت في العالم، لكنها خسرت العالم عندما خسرت ذلك الفرح، عندما كفّت عن الشهادة، بثقة لذلك الفرح، إن أفظع اتهام يوجّه للمسيحيين هو ذاك الذي صدر عن نيتشه حين قال أن المسيحيين لا يعرفون الفرح).