"فأَشفَقَ علَيه" في الأصل اليوناني ἐσπλαγχνίσθη (معناها شعور نابع من الأحشاء) فتشير إلى الأحشاء مصدر الحب والحنان. وهي مرادفة لتعبير إحساس غريزي نابع من الأعماق ومن تحركت أحشائه. لم يكتفِ السامري برؤية الجريح المغدور، بل تحلى بالرحمة والعطف ليس بداعي الانتماء لنفس الديانة، بل باسم الانتماء إلى البشرية نفسها. وهكذا لم يستطع أن يجتاز الرجل الجريح المغدور دون تقديم المعونة، ليس نتيجة استحقاق، لكن قدَّمها له نتيجة حاجة. إذ وجد زميلا له في الإنسانية. هذا هو المعنى الحقيقي للشفقة والحنان. إنَّ السامري تعامل مع الإنسان الجريح كإنسان يستحق الحب والرحمة، ولم يتوقف عند حدود الوطن أو الدين أو الجنس. بينما لم يستطع "الإيمان" تحريك الكاهن واللاوي. هذا السامري عرف الطبيعة البشريَّة وفهم من هو القريب. ومن هنا يرمز السامري (أي الحارس) إلى المسيح الذي اِسمه يعني "الحارس"، إِنَّ حارِسَ إسرائيلَ لا يَغْفو ولا يَنام" (مزمور 121: 4).