يدعو يسوع تلاميذه ان يصيروا هم أنفسهم معلمين وكتبة (متى 13: 51-52) يُخرجون من كنز ما تعلموه من المسيح الذي وجدوه، وفي نفس الوقت يخرجون المعنى الصادق من كنز تعليم العهد القديم (متى 13: 51). لا شيء يمكن أن يسقط من تاريخنا وماضينا سواء من العهد القديم او من العهد الجديد. فأسفار العهد القديم تعرفنا الطريق الى يسوع. أمَّا اسفار العهد الجديد فتعلمنا عن المسيح نفسه الكنز واللؤلؤة.
ويعلق القدّيس ايرينيوس "على ضوء القراءة المسيحيّة، كانت الشريعة في الماضي كنزًا مخفيًّا في حقلٍ، ولكن صليب الرّب يسوع المسيح كشف عنها وفسّرها؛ إنّها تظهر حكمة الله، وتكشف عن مخطّطه الخلاصي للإنسان، وتعطي صورة مسبقة عن ملكوت الرّب يسوع المسيح".
فإن قرأ أحد الكتاب المقدّس على هذا النحو، سيكون تلميذًا مثاليًّا "يُشبِهُ رَبَّ بَيتٍ يُخرِجُ مِن كَنزِه كُلَّ جَديدٍ وقَديم" (متى 13: 52). وهكذا يحثُّ يسوع تلاميذه الى طلب الملكوت الموجود. واليوم، من يخطر على باله بطلب هذا الملكوت؟ من يفكر بالاستغناء عن كل الأفراح الدنيوية، مقابل الحصول أو الدّخول في ملكوت الله وامتلاك المسيح؟