لا تعد الخطية مادة معينة، بل هو الحياة في ظل ظروف متغيرة، بحيث تظل قوانين الحياة في واقع الأمر كما هي في أي جسد صحيح، إلا أن خللاً قد أصاب النشاط الطبيعيّ للأعضاء ولوظائف تلك الحياة. كما أن هذه الوظائف لا تتوقف حتى في الجسد الميت، لكن النشاط الذي يبدأ في ذلك الوقت هو نشاط مدمر ومحلل للجسد. هكذا أيضًا الخطيّة ليست مادة في حد ذاتها، بل هي ذلك النوع من الخلل الذي يصيب جميع المواهب والطاقات الموهوبة للإنسان، مما يجعلها تعمل في اتجاه آخر، ليس صوب الله بل بعيدًا عنه. فإن العقل، والإرادة، والاهتمامات، والمشاعر، والرغبات، والقدرات النفسيّة والعضويّة من أي نوع كانت، جميعها كانت قبلاً أسلحة للبر لكنها الآن بعمل الخطية المبهم والغامض فيها قد تحوّلت إلى أسلحة للإثم. فإن صورة الله التي حصل عليها الإنسان عند خلقه لم تكن مادة معينة، لكنها كانت شيئًا ملائمًا للغاية لطبيعته حتى أنه بفقدانها صار مشوهًا تمامًا وبغيض المنظر.