عند نقل القديس ابسحيرون توقفت السفيه لفترة وبعد ذلك اشتدت الريح وأسرعت السفينة في سيرها حتى وصلت إلى مدينة أنصنا فنزل الجنود ومعهم القديس مقيداً وتوجهوا إلى مقر الوالي ولكنهم لم يجدوه في المدينة فتقصوا أخباره من دار الولاية فعلموا أن له ثلاثة أيام بمدينة أسيوط فعادوا إلى السفينة واقلعوا متجهين إلى أسيوط، ولما وصلوا المدينة أخذوا القديس وكان له عدة أيام لم يأكل أو يشرب، وكان موثق اليدين والرجلين بالقيود والأغلال وحوله أربعة جنود وما إن بلغوا الباب الكبير الذى للمدينة حتى جلس القديس ليستريح على الأرض من شده التعب.
وكان هناك جنودا من أسوان ومن اسنا، وهؤلاء عبيد المسيح فتقابلوا جميعا عند باب المدينة وتعارفوا مع بعضهم وتبادلوا وكانوا جميعهم جنودا وواحد منهم فقط كان شماسا. وبعد أن تعارفوا قال لهم القديس ابسخيرون: "أيها الأخوة أن الرب قد جمع بيننا في يوم صالح." فأجابوه قائلين: "يا أخانا إننا أرسلنا إلى هنا لأجل اسم يسوع المسيح." فقال لهم القديس: "ياأخوة لقد تمتعت برؤية الرب يسوع المسيح وأنا فى السفينة قادما إلى هنا فتشجعوا واصبروا لأن الأكاليل هى كل يوم وليس التعب والجهاد في كل وقت. انظروا الذين تقدموا وماتوا على اسم المسيح ولا تصيروا ذوى قلبين ولا تخافوا من هذا المخالف."
وأجاب القديس اركياس انه رأى أيضا هذه الرؤيا ومضى القديس ابسخيرون يشدد قلوبهم ويثبت إيمانهم أما الجند فقد ذهبوا إلى الوالي وكان يدعى مكسيماس.