قالَ يسوعُ هذهِ الأَشياء، ثُمَّ رَفَعَ عَينَيهِ نَحوَ السَّماءِ وقال:
((يا أَبتِ، قد أَتَتِ السَّاعة: مَجِّدِ ابنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابنُكَ
"مَجِّدِ ابنَكَ" فتشير الى طلب يسوع من الآب ان يمجّده، أي ان يرفعه في المجد، وذلك ان يوافق على عمله بختمه فيظهر في ملئه ويشاهده الجميع على انه انعكاس حياة الآب. وقد تكرر فعل "يُمجِّد" نحو 23 مرة. وبدا مجد الابن بطاعته للآب وقبوله للصليب، وبالصليب النصرة " فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب لِذلِك رَفَعَه اللهُ إِلى العُلى ووَهَبَ لَه الاَسمَ الَّذي يَفوقُ جَميعَ الأَسماء" (فيلبي 6:2-7)، وكان الصليب مجد الربّ يسوع، لأنّ فيه تتويج عمله وكماله كما صلى يسوع امام ابيه السماوي "إنِّي قد مَجَّدتُكَ في الأَرض فأَتمَمتُ العَمَلَ الَّذي وَكَلتَ إِلَيَّ أَن أَعمَلَه (يوحنا 17: 4)، كما كان هذا المجد هو إعلان محبّة الربّ الإله للبشر. ومجَّد الآب ابنه في وسط الآلام التي قبلها الابن بمسرَّة أثناء آلامه.
فهزم ابليس وشهّر بقوات الظلمة، ورفض مجد ممالك العالم الذي أراد الشيطان تقديمه له (لوقا 4: 7).
ومجد الابن ظهر أولاً أنه فعل ما فشل الانسان أن يقوم به، وهو طاعة الله والنصرة على الشيطان والموت، وهذا ما قام به المسيح بناسوته.
وكل ما يريده يسوع من ابيه، هو ان يُظهر هذا المجد الإلهي عند ساعة موته بالذات.