رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وأَيَّ بَيتٍ دَخَلتُم، فقولوا أَوَّلاً: السَّلامُ على هذا البَيت تشير عبارة "أيَّ بَيتٍ" إلى سلوك التلاميذ في البيت؛ في حين في الآيات 8-11 تشير إلى سلوك التلاميذ في المدينة. أمَّا عبارة " السَّلامُ " في الأصل اليوناني Εἰρήνη مشتق من العبرية שָׁלוֹם فتشير إلى فيض البركة الإلهية الّتي بدأت مع إبراهيم بحسب وعد الله القائل: " وأنا أَجعَلُكَ أُمَّةً كَبيرة وأُبارِكُكَ وأُعظِّمُ اسمَكَ، وتَكُونُ بَركَة. 3 وأُبارِكُ مُبارِكيكَ"(التكوين 12: 2-3). هي البركة المسيحانية الّتي تفيض به يد الله الحنون على بنيّه. وهي جوهر رسالة المرسلين بالعالم ورسالتنا إذ رسالتنا هي امتداد لرسالتهم. وهو السلام المألوف في العهد القديم "قولوا لَه: كُلُّ سَنَةٍ وأَنتَ سالِم، وبَيتُكَ كلُّ ما لَكَ سالِم" (1صموئيل 25: 6)، وهو تمنّي الازدهار والعافية والهناء والبركة والخير كما يُقال في العبرية (שָׁלוֹם) وفي العربية (السلام عليكم)؛ والمقصود هنا ليس ذلك السلام الرخيص والخالي من المتطلبات، الذي وعد به الأنبياء الكذَّابون كما قال ميخا النبي "هكذا قالَ الرَّبُّ على الأَنبِياء الَّذينَ يُضِلُّونَ شَعْبي ويَعَضُّونَ بِأَسنانِهم ويُنادونَ بِالسَّلام " (ميخا 3: 5)، إنما يُقصد به "سلام" المسيح الذي يحمله الإنجيل" كما جاء في نشيد الكاهن زكريا أبو يوحنا المعمدان " فقَد ظَهَرَ لِلمُقِيمينَ في الظُّلمَةِ وَظِلالِ الـمَوت لِيُسَدِّدَ خُطانا لِسَبيلِ السَّلام" (لوقا 1: 79)، هو سلام يسوع المسيح الذي حمله منذ تجسده وهو القائل: " السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعْطي أَنا كما يُعْطي العالَم. فلا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم ولا تَفْزَعْ" (يوحنا 14: 27). فالمُرسل أو الرسول يعطي من عند الله سلاماً يُملأ القلب، وهذا السلام فعَّال لمن يتلقاه بإيمان. ومن هذا المنطلق، أرسل يسوع تلاميذه بالتبشير بطرق السلمية، لا بالحرب والسيف: لان كُلُّ مَن يَأخُذُ بِالسَّيف بِالسَّيفِ يَهلِك"( متى 26: 52). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|