لا يطلب يسوع تسريح المُذنب، بل إصلاحَه، لا يطالب الفصل الفوري للخاطئ، بل يوصي بألا نتحوّل عن المُسيء الى بغض والأخذ بالثأر بذكر أخطائه في غيابه وتشهيره أمام الآخرين أو أن نذيع عنه الاشاعات، وهذا لا يعتبر إصلاحاً بل نميمة واغتيابا وكراهية؛ وهذه الأمور غير لائقة بتلاميذ المسيح، ويُعلق القديس أوغسطينوس " لكي نستطيع أن نتمِّم ما قد أُمرنا به يسوع اليوم يُلزمنا قبل كل شيء ان نبتعد عن الكراهية، لأنه عندما لا تكون هناك خشبة في عينك تقدر أن ترى حقًا ما بعين أخيك، كما جاء في تعاليم يسوع "كيفَ يُمكِنُكَ أَن تَقولَ لأَخيكَ: يا أَخي، دَعْني أُخرِجُ القَذى الَّذي في عَينِكَ، وأَنتَ لا تَرى الخَشَبَةَ الَّتي في عَينِكَ؟ أّيُّها المُرائي، أَخرِجِ الخَشَبَةَ مِن عَينِكَ أَوَّلاً، وعِندَئذٍ تُبصِرُ فتُخرِجُ القَذى الَّذي في عَينِ أَخيك" (لوقا 6: 42). من المهم قبل أن نُقّدم النصح والإصلاح للآخرين، لا بد للإنسان أن يفحص حياته ويرى فيها النواقص والزوائد ويبدأ بإصلاح نفسه. مَن هو منقسم على ذاته ويَملك قلبًا "مزدوجًا" لا يمكنه إلا أن يخلق انشقاقًا حوله. أما الذي قلبه موحّد فانه يزرع الوحدة.