رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثمار الروح القدس - المحبة حصل شيء عجيب: كما أنه في السنين القديمة قسّمت ألسنَ المسكونة وقضيتَ على الوفاق الشنيع. كذلك اليوم جمعت ألسنَ المسكونة وأرشدتَ إلى اتفاق من كان منقسماً. لذلك ظهر الروح القدس بشكل ألسنة ناريّة من أجل شوك الخطيئة الذي نبت فيها. لأنه كما أن الأرض وهي خصبة وغنيّة عندما تُفلح تُخرج أشواكاً كثيرة. هكذا الطبيعة الإنسانية بينما هي حسنة من جهة خالقها وجديرة بكلّ عمل صالح، كونها لم تقبل محراثَ التقوى ولا زرعَ المعرفة الإلهية، أنبتت فينا الإلحاد كأشواك ونباتات أخرى غير مفيدة. وكما أن سطح الأرض في كثير من الأحيان لا يظهر من كثرة الأشواك والعشب البرّي هكذا فإن شرفَ وطهارة نفسنا لم تكونا ظاهرتين إلى أن أتى فلاّح طبيعتنا البشريّة ووضع نارَ الروح القدس فطهّرنا وهيّاها لكي تتقبّل الزرعَ السماوي. إلى هذا الحدّ وأكثر من ذلك كانت الخيرات في مثل هذا اليوم. لذلك أرجوكم لنعيّد وفقاً لأهمية الصالحات التي منحها الله لنا. لا بتزيين المدينة بل بتجميل نفوسنا لا بتزيين الأسواق باليافطات بل بجعل نفسنا تفرح بألبسة الفضيلة حتى نستطيع هكذا أن نتقبّل نعمة الروح القدس ونكسب الأثمار التي يمنحها لنا. ما هو ثمر الروح القدس؟ لنسمع بولس يقول: "ثمر الروح القدس هو المحبّة، الفرح، السلام..." (غلا 22:5) انتبهوا إلى دقّة الكلمات وسلسلة التعليم. وضع أوّلاً المحبّة وبعدها ذكر الفضائل الأخرى. وضع أوّلاً الأساس ثم أضاف بقيّة البناء. بدأ بالنبع ثم وصل إلى الأنهار. في الواقع لا نستطيع أن نشعر أولاً بالفرح إن لم نحسب فرح الآخرين فرحنا، إن لم نحسب خيرات الآخرين خيراتنا. إذاً لا نستطيع أن نصل إلى الثمار الأخرى إن لم تسدْ فينا المحبة. المحبّة هي الجذر، النبع، أمّ الصالحات كلّها. لأنه كجذر تجعل الفروع تنبت وتزهر بلا حدود. وهي كنبع يُخرج مياهاً غزيرة وكأمّ تجمع في أحضانها كلّ الذين يلجأون إليها. هذا ما كان بولس يعرفه تماماً. لذا سمّى المحبّة ثمرَ الروح القدس وفي مكان آخر أعطاها ميزة عظيمة حتى قال: "إن المحبّة هي كمال الناموس" (رو 10:13) فاعتبرها الميزة الأولى لتلاميذه |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ثمرة المحبة ( ثمار الروح القدس ) |
ثمار الروح القدس-المحبة |
ثمار الروح القدس:المحبة |
ثمار الروح القدس |
من ثمار الروح القدس " المحبة " |