رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مسحه بزيت البهجة من هو الذي يخبر سيدي؟ هو الرب الذي يستجيب للذين يصرخون إليه . هو أرسل ملاكه، وأخذني من غنم أبي، ومسحني بدهن مسحته . السيد المسيح الجالس على الكرسي إلى الأبد، والمسجود له من القوات الملائكية، يملك على الشعب بالحب. إنه البار وحده، الذي بلا خطية، قد مُسح منذ الأزل من قِبَلْ الآب لتحقيق الخلاص خلال تجسده وحياته بيننا وتقديم نفسه ذبيحة حب عنا. هنا تلتحم إرادته الإلهية مع تقواه الشخصية لتحقيق غايته فينا. وكما يقول الرسول: "أحْببْت الْبرّ، وأبْغضْت الإثْم، منْ أجْل ذلك مسحك الله إلهك بزيْت الابْتهاج أكْثر منْ شركائك". (عب 1: 9) وأوصت الشريعة الموسويّة بمسح أشخاص (الملوك والكهنة)، وأماكن (الهيكل)، والآنية المكرّسة لخدمة بيت الرب الخ. غاية هذه المسحة أن الشخص أو الشيء يصير مكرّسًا لله وحده. كان هذا كلّه عبر الأجيال يشير إلى مجيء المسيح الذي مسحه الآب بزيت البهجة (مز 45: 7)، ليبشّر المساكين (إش 61: 1). فهو موضع سرور وبهجة الآب، لأنّه وهو الكلمة الإلهي والابن وحيد الجنس، يتجسّد ليصالح البشريَّة كلّها مع الآب، فيبعث الفرح السماوي على المساكين الذين حرموا من فيض بهجة الحياة السماويّة. مُسح لكي نمسح نحن فيه، بكوننا أعضاء جسده، فنُحسب مسحاء. * بحق دُعيتم للمسيح، وعنكم قال الله: "لا تمسوا مسحائي، ولا تسيئوا إلى أنبيائي" (مز 15:105). جُعلتم مسحاء بقبولكم نموذج[6] الروح القدس. وكل الأشياء عُملت فيكم امتثالًا (بالمسيح)، لأنكم صورة المسيح. هو اغتسل في نهر الأردن، ونشر معرفة ألوهيته في الماء. وصعد منها، وأضاء عليه الروح القدس في تمام وجوده وحلّ كذلك عليه. ولكم أنتم فشبه ذلك بعد أن صعدتم من الينابيع المقدسة صار لكم دهن شبه الذي مُسح به المسيح. وهذا هو الروح القدس الذي قال عنه المطوّب إشعياء في نبوته عن شخص الرب: "روح السيد الرب عليّ، لأن الرب مسحني". (إش 1:61) لأنه لم يُمسح المسيح بأناسٍ بزيتٍ أو دهنٍ ماديٍ، لكن الآب عيّنه من قبل ليكون مخلصًا للعالم أجمع، كما قال بطرس: "يسوع الذي من الناصرة، كيف مسحه الله بالروح القدس". (أع 38:10) صرخ داود النبي أيضًا قائلًا: "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك. أحببت البرّ، وأبغضت الإثم، من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك". (مز 6:45، 7) وإذ صُلب المسيح ودفن وقام حقًا، أنتم في العماد حُسبتم جديرين أن تصلبوا وتدفنوا وتقوموا معه على مثاله: هكذا في الدهن أيضًا. وكما مسح بزيتٍ مثاليٍ، زيت الابتهاج، لأنه منشئ الفرح الروحي، هكذا أنتم مُسحتم بدهن، إذ أصبحتم شركاء للمسيح وأتباعه . القديس كيرلس الأورشليمي * من اعتمد يلزم أن يُمسح أيضًا، لكي يصير بواسطة المسحة ممسوحًا لله ويأخذ نعمة المسيح . القديس كبريانوس * إن اسم المسيح من المسحة، فكل مسيحي يقبل المسحة، إنّما ذلك ليس للدلالة على انّه صار شريكًا في الملكوت فقط، بل صار من المحاربين للشيطان. القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|