رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من السجن إلى الحكم «رَئِيسُ السُّقَاةِ ... نسِيَهُ ... ثمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ ... جَعَلْتكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ» ( تكوين 40: 23 ؛41: 41) كم كان الزمن يبدو طويلاً ليوسف منذ سنين في السجن! كان يرجو أن يذكره رئيس السُّقاة، ولكن الوقت كان يمر يومًا بعد يوم، ولم يأتِ الإنقاذ بعد! ولا بد أن السجن كان مؤلمًا بصفة خاصة، لأنه كان يدعوه ”الجُبّ“ أو ”الحفرة“ ( تك 40: 15 ؛ 41: 14 – ترجمة داربي). وإذ كان لا يزال مُقيدًا ومنفردًا، لا بد أنه كان يشعر بطريقة خاصة بالحرمان من الحرية، لأنه كان مُعتادًا أن يجوب تلال وحقول كنعان. وبالرغم من ذلك، كان الله يعمل ليُتمم مقاصده نحو هذا الشاب، ليس فقط عندما تذكَّر رئيس السُّقاة يوسف، بل طوال مَجرى الأحداث. فلو لم يكن يوسف وُجِدَ في السجن مع رَجُلي المَلك (رئيس الخبَّازين ورئيس السُّقاة)، لَمَا كانت له الفرصة لتفسير حُلميهما، ولَمَا كانت لرئيس السُّقاة أن يتكلَّم عنه إلى فرعون. وكيف كان يمكن أن يُلقَى في السجن لو لم تكن امرأة فوطيفار اتهمته اتهامًا باطلاً؟ ولم يكن مُمكنًا أبدًا أن يأتي إلى بيت فوطيفار بدون الإسماعيليين الذين باعَهُ إخوته لهم. كل ذلك يبدو مؤلمًا وغير مفهوم، ومع ذلك كانت يد الله فيه. وألا يمكن أن نختبر اختبارات مُماثلة في مَجرى الحياة؟ ربما لا تكون مُفجعة لهذه الدرجة، ولكن إذا اتكلنا على الله وانتظرناه في الأمور الصغيرة والكبيرة، سوف نرى أن يده تجعل «كُلَّ الأشيَاءِ تَعمَلُ مَعًا لِلخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ» ( رو 8: 28 ). ويكون ذلك على الأخص في المشكلة الكبرى للحياة الأرضية، وهي مشكلة الزواج. فإذا اتكلنا على الله، سوف يُعِدُّ هو نفسه - أحيانًا بدون علمهم - اللذين يريد أن يجمعهما، في وقتهِ هو، عندما يكون قد أهَّلهما لذلك. وكم من مرات حدَث الندم، عندما يريد البعض أن يدبروا أمورهم بأنفسهم، بدون انتظار الرب! وكم هو مُهم أن نعرف الخضوع له، والاتكال عليه والانتظار، وعندما يأتي وقته، يتم التصرُّف بحسب ما يقود إليه. ولكن مقاصد العناية الإلهية الحكيمة رتَّبَت أن ينتقل يوسف من أدنى نقطة في مجرى حياته إلى أعلى نقطة؛ من سجن الجُبّ إلى حُكم مصر. والرب يسوع المسيح الذي وضَع نفسه، ونزل إلى أسفل أكثر بما لا يُقاس من يوسف، رفَّعه الله رفعة عالية جدًا ( في 2: 9 -11). . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|