كيفَ يحويك قبر

[walaa farouk]

.......كيفَ يحويك قبر...؟!
قم يارب واحكم في هذه الأرض لأنها بانتظار نورك..

في البدء كنت أنت النور الغير المخلوق، قبل أن يُخلق أي نور،
وبسابق علمك عرفت أن الظلمة ستنوجد ولا بد للعدمية في عالم مخلوق فانٕ،
عالم سيخلق ظلمة وظلال تحاول إدراك النور لإطفائه ولكنها لم ولن تدركه البتة.
فابتدأتَ الخلق بروحك القدوس المنير الذي كان يلّف ويحتضن بحنو (كحمامة وديعة)
بداءة الخليقة التي كانت مجرد ظلمة فوق الغمر..
والنور هذا استمر في الخلق منذ الأنبياء الذين استناروا منك وتكلموا بوحي روحك المنير
فصاروا قبس من نورك ليكملوا ما ابتدأتَ به، لكن رطوبة الأهواء والشر
منعت النفوس من الإشتعال بحبك والإستنارة بنورك أنت،
فسارعت بذاتك وأتيت إلينا ناراً إلهية أحرقت شرور الأرض، وألهبت نفوس البشر
وأنارت قلوب من أحبوك بصدقٍ، فأعيد تجديد الخليقة فيك أيضاً في ظلمة مغارة بيت لحم
حيث حللتَ نوراً صادراً من نور الآب واحتضنت الخليقة الساقطة،
أولاً بنورك أنت وتالياً بنور وصاياك،ا لتي قال عنها داود (مز ١١٩ : ١٠٥)
(سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي).
لكن وياللأسف .! من أحبوا الظلمة لأن أعمالهم الشريرة قد عمتهم، حاولوا التخلص منك،
من نورك البهي، فقاموا عليك كذئاب وكوحوش شرسة،
ووضعوك انت النور تحت مكيال خبثهم، ومقاييسهم العالمية الشريرة،
وإذ لم يقدروا على إطفائك بالكلية، صلبوك على خشبة وفي قمة جبل الجلجثة
((فكانت ظلمة على الأرض كلها،فعدنا ورأينا الظلمة من جديد منتظرين انبلاج النور))
فلم يدركوا أنهم وضعوا النور على منارة عظيمة (خشبة الصليب)
أضاءت كل العالم ، بنور المسيح المضيء للجميع، الذي عاد وانبعث من (ظلمة القبر)
في السبت المقدس بنور إلهي لا يستطيع أحد أن ينكره، شعاع ووهج نور
يسبق صاحبه _النور الأزلي المُسجّى في القبر لثلاثة أيام كخميرة مخبأة في جحيم أكياس دقيق العالم
_(في الظلمة ايضاً) لتخمّر العجين كله، متحداً مع محبيه اتحاد الخميرة بالعجين
، فيقوم دائساً ظلمة وظلال الموت، معطياً حياة أبدية لكل من أرادوا، سامعاً صرخات محبيه:
(قم يارب واحكم في الأرض لأنك ترث جميع الأمم..)..
إذ المحبة قوية جداً قال عنها سليمان الحكيم أنها: ( قوية كالموت).
. أما الآن وقد شهدنا ونظرنا ورأينا قيامتك نقول أن:
(المحبة _محبتك لنا_هي أقوى من كل موت..)



الارشمندريت باييسيوس سابا