رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ملامح يسوع الطفل من خلال فريضة الشريعة للابن البكر (لوقا 2: 21-24) كانت العائلات اليهودية تقيم عدة احتفالات بعد ولادة طفل، منها: الختان، وفداء البكر وتطهير الأم: (1) الختان: يُختن كل طفل ذَكَرٍ في اليوم الثامن لمولده، ويُسمّى باسمه في ذلك اليوم أيضا (الاحبار 12: 3)؛ ويرمز الختان الى انفصال اليهود عن الأمم غير اليهودية، والى علاقتهم الفريدة بالله (لوقا 1: 59). وكان الختان علامة الدخول في عهد مقدس مع الله وبداية دخول في عضوية الجماعة المقدسة (التكوين 17: 9-14). لذلك تَقدَّم يسوع ليتمِّم الشريعة. والمسيح أتى خاضعًا للشريعة، إذ هو وحده لم يخالفْها "فلَمَّا تَمَّ الزَّمان، أَرسَلَ اللهُ ابنَه مَولودًا لامرَأَةٍ، مَولودًا في حُكْمِ الشَّريعةْ لِيَفتَدِيَ الَّذينَ هم في حُكْمِ الشَّريعة، فنَحْظى بِالتَّبَنِّي" (غلاطية 4:4-5). ويُعلق القديس أمبروسيوس "خُتن الطفل الذي تكلَّم عنه أشعيا: "لأنه قد وُلدَ لَنا وَلَدٌ وأُعطِيَ لَنا آبنٌ" (أشعيا 9: 5)، وقد صار تحت الناموس ليُعتق الذين تحت الناموس (1 قورنتس 9: 5)". (2) فداء البكر: كان البكر فاتح الرحم يُقدَّم الى الله بعد شهر من مولده، وكفدية عنه كان يتمّ التضحية بزوج من الحمام" قَدَّسْ لي كُلَّ بِكْرٍ، كُلَّ فاتِحِ رَحِمٍ مِن بَني اسرائيل، مِنَ النَّاسِ والبَهائِم، إِنَّه لي " (خروج 13: 2)، وهكذا خضع أبوا يسوع مكانه لشريعة " افتداء الابكار" كما جاء في اقوال موسى النبي "كُلُّ بِكرٍ مِن بَنيكَ تَفْديه" (خروج 13: 13). ويتضمن الاحتفال بتقدمة فدية عنه. وهكذا يعترف الابوان بانتماء الطفل الى الله القادر وحده ان يهب الحياة. (3) تطهير الأم الوالدة: تظل الأم نجسة مدة أربعين يوما بعد ولادة طفل ذَكَر، وثمانين يوما بعد ولادة طفلة أنثى، ولا يمكنها دخول الهيكل أثناء هذه المدة. وفي نهاية عزلها يُقدَّم الابوان حَمَلا كذبيحة محرقة، وفرخ حمام كتقدمة خطيئة. ويقدِّم الكاهن هذه الذبائح ليُعلن تطهير الأم. وإذا كان الولدان غير قادرين على شراء حمل، كانا يُقدمان فرخا ثانيا من الحمام. وهذا ما فعله مريم ويوسف. قد تمَّمت مريم امه هذه الطقوس حسب شريعة الله، فيسوع لم يرد ان يكون فوق الشريعة بل بالعكس تمَّمها. ونستنتج مما ورد ان لوقا الإنجيلي أراد وصف سر يسوع؛ إن هذا الطفل ابن الأربعين يوما، ضعيف غير واع، يستسلم لقيادة أبويه، ويخضع للشريعة: صعدا به الى اورشليم (لوقا 2: 22،) وقرَّباه للرب (لوقا 2: 24)؛ واتمَّا جميع ما تفرضه الشريعة (لوقا 2: 39) وهذا ما صرّح به بولس الرسول "فلَمَّا تَمَّ الزَّمان، أَرسَلَ اللهُ ابنَه مَولودًا لامرَأَةٍ، مَولودًا في حُكْمِ الشَّريعةْ" (غلاطية 4: 4). ألم يكن هذا الطفل يسوع هو نفسه الرب؟ أجل! يجيب بولس الرسول "هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان" (فيلبي 2: 6-7). التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 12 - 04 - 2022 الساعة 02:46 PM |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|