أغسلنى لكى يكون لي نصيب

[بنت معلم الاجيال]

أغسلنى لكى يكون لي نصيب

ايها الملك الوديع يسوع المسيح .,الذى هو ملك نفسي الحقيقي ونفسي أصلا قد خُلقت لكى تكون مملكته
وقلبي هو عرشه ومكان راحته ,لم أكن أدرك انك مهتم بنفسي بهذه الدرجة ,ان تترك السماء لتنزل على
الأرض ,وذلك عندما اختطفني الشيطان بمكره وتسلط على قلبي واستعبد جميع قدراتي ووجهني للشر

لم تحتمل محبتك هذا فنزلت من علو سماك ومن عرش مجد مملكتك ,وأخذت شكل العبد مثلي عندما لبست
طبيعتي. وكانت كل غايتك أن ُتعيد لك نفسي المنهوبة والذي خطفها الشيطان ونصب نفسه بدون وجه حق
ملك على نفسي !

كان الطريق لاسترداد نفسي طويل جدا وشاق والحرب مع العدو الشرير لم تكن حرب بسيطة أبدا,وخاصا
انك كنت تُحارب الشيطان وأنت فى صورة انسان مثلي , لك جميع مشاعري كل إحساسي ,بل صرت أنت
مكاني فى كل شيئ ,وتحملت ثمار ونتائج خطيتى , فكان الطريق به ظلم فتحملت ظلم الأشرار:

ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه اشع 53 _ 7

خطيتى وجهلي كلها عار وخزى ولم ترد وجهك عن الخزى بل قبلت العار عنى بصبر ورضي
ما هذه المحبة العجيبة ؟
حتى الخزى والعار حملته عنى يارب ,الاهانة قبلتها وانت القدوس البار ,ومصدر كل بر
أتأملك وانت فى طريق الالم وتحمل عارى وخطيتى وجرمي الذى وقع عليك ,اجذب نفسي بقوة
نحوك ,أتعجب من مشاعرى المتبلدة مقابل مشاعرك المتقدة والملتهبة والتى دفعتك بسرور ان تسير
فى طريق الالم والبذل من اجلى !

تأملك وأنت الإله القدوس وقد تنازلت جدا فأخذت شكل العبد وليس بالكلام بل بعمل حقيقي واضح
يعجز لسانى عن الكلام وعقلي عن التفكير عندما أجدك وقد قمت عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتزر بها. ,
ثم صب ماء في مغسل وابتدا يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها يو 13 : 4 _ 5

انت يارب تخلع ثيابك كما كان يعمل عبد البيت فى الازمنة القديمة يخلع ثيابه ويغسل أرجل من هم فى البيت!
كنت تغسل ارجل التلاميذ ومن بعدهم جميع أولادك ,ارك وانت فى الكنيسة وتجلس وتغسل ارجل كل فرد فى الكنيسة
كيف لكبرياء الانسان ان يحتمل وداعتك هذه التى فاقت جميع الأوصاف ,بل تسببت فى صدمة حقيقة لعقلي وتعجرفي

ماذا تصنع يارب تجلس تحت قدمى لتغسل قدمى وتنشفها ,اتضرع اليك يارب ان تفتح ذهني وتهبنى نعمة خاصة
لكى استطيع ان اقترب من هذا السر الفائق انه يذهب بى الى يوم ميلادك فى مذود وأنت مقمط مثل طفل فقير

هذا هو التخلي هذا هو سمو وارتفاع الحب الالهي فوق جميع الإفهام ,انت الله المرتفع اعلى من كل السموات
تصير امام اعيننا طفل بسيط وضعيف جدا فقير ليس له مكان كريم يسند فيه رأسه بل فى مذود مخصص للبهائم

,منظر عجيب هو انت الذى تسبحه الملائكة وتسجد له جنود السماء ,تضطجع داخل مذود للبهائم فى بساطة عجيبة
وايضا هو انت الله التى تخدم الملائكة ورؤساء الملائكة يمجدونك ويقدمونا لك الخدمة ,اليوم انت الذى تخدم الانسان

انت الذى تنحنى وتخلع ملابسك كما كان يفعل العبيد ! وتغسل ارجل تلاميذك وسط ذهولهم وايضا رفض احدهما

فجاء الى سمعان بطرس فقال له ذاك يا سيد انت تغسل رجلي.,اجاب يسوع وقال له لست تعلم أنت ألان ما انا اصنع
ولكنك ستفهم فيما بعد. , قال له بطرس لن تغسل رجلي يو 13 : 7 _ 8

لم يتخيل بطرس هذا المنظر ان الرب يسوع وهو السيد يكون بينهم خادم ويغسل ارجلهم ,انه سر الحب وهذا الذى جعل
يوحنا الحبيب يشعر بقلبه وروحه بهذا السر ولهذا قال فى بداية هذا الاصحاح : اذ كان قد احب خاصته الذين في العالم
احبهم الى المنتهى يو 13 : 1

نعم انه سر حب يسوع الى المنتهى ,خب ليس مثل ما فى العالم بل حب جديد ليس له حدود جعل يسوع يبذل نفسه الى المنتهى
منذ لحظة ميلاده وحتى الى الصليب ,جاء ليبذل ذاته عن احبائه بدون ان يعتبر اى شيئ بل يبذل الى المنتهى

ومن اعظم لحظات البذل هى لحظة جلسوس يسوع على الارض بعد خلع ملابسه ثم غلس ارجل التلاميذ واحد فواحد
يغسل ارجلهم ثم ينشفها لهم ,وهم متعجبون ولكن يسوع كان يؤسس سر الحب والبذل بذاته

افتح عينى يارب وضع فيها نور لكي أنظرك دائما وأنت جالس تحت قدمي تغسلهم ربما كل يوم وانا لا ادري ,لانك حريص
كل الحرص لكى تطهرني كل يوم بنفسك لان من اغتسل فى مياه المعمودية ليس له حاجه الا لغسل قدميه من غبار العالم

.الذي قد اغتسل ليس له حاجة الا الى غسل رجليه بل هو طاهر كله. يو 13 : 10

وأنا أدوس دائما فى العالم بدون حرص وتتسخ رجلي دائما ولكنك آنت بحنان يفوق حنان ألام وحرصها على نظافة أولادها
دائما تغسل رجلى لاننى ابنك ولكن كثيرا ما لا ادرى ولا اشعر ولكنك لا ترتاح الا اذا غسلت رجلى بمحبتك

اشكرك على هذا الحب العجيب واتضرع اليك ارفعنى لكى استطيع ان أكون على مستوى هذا الحب العالي والفائق
قدراتى معدومه امام هذا الحب والبذل يارب اقف فقط متحير لان اعمال محبتك فوقى ,ولهذا ارجوك ارفعنى

اتمنى ان اتلامس مع حبك واتجاوب معه ولكننى احتاج بالضرورة الى نعمة ومعونة خاصة لكى أدرك اعمال محبتك
فارجوك اعطني هذه النعمة التى تفتح قلبي وتوسعه لكى يستقبل انسكاب حبك وان اعرف ان اتجاوب معك ومع حبك

كما اشتاق ان اشعر بحرارة يدك وهى تحتضن قدمى المتسخة بقذرات محبة العالم وانت تخلصنى منها اول بأول
كل هذا لانك تُريد ان يكون لى نصيب معك فى ملكوت السموات ولهذا تغسلني وبيدك وتطهرنى لكى يكون لى نصيب
فقال له بطرس لن تغسل رجلي ابدا.اجابه يسوع ان كنت لا اغسلك فليس لك معي نصيب يو 13 : 8

انك ملك قوى فى حبه قوى فى وداعته عظيم فى بذله ومحبته ,صبرت كثيرا جدا على نفسي ومازلت تصبر عليها
لكى تكون لك وتستمر معك وتجلس فى ملكوتك ,فانت منذ عهد معرفتى بك وانت تحتملنى وتحتمل غباوة نفسي

كثيرا جدا ما ملصت نفسي منك وحاولت ان تحيا لنفسها وبنفسها ولكنك كنت تتركنى ولكن عينك علي تراقبنى
وتحفظنى فى ذات الوقت ,وتحمينى من الهلاك او الانزلاق نحو الهاوية ,وتنتظر لجوئي لك فتحتضنى وتشفينى

ولهذا بعد ما تأكد لى اننى لك وانت لى الى الابد ,وانك انت مستقبل حياتى كلها وليس لى اخر سواك
ارجوك اغسلنى وبقوة لا من اجل اننى اعشق الطهارة بل لاننى اتمنى ان اكون نظيف بيدك ومن اجلك انت

فأرجوك اكشف عن عينى سر حبك الى المنتهى ,سر جلوسك الدائم تحت قدمى تغسل رجلى من قذرات العالم
وأفكار العالم التى تتسرب الى داخلى وتسبب عدم طهارة قلبي , ارجوك اجعل نفسي ترك بوضوح

ترك وتنظرك وانت الاله جالس تحت قدمى وتغسلها ,حينئذ اخجل من كبريائى وعجرفتي وتعالى نفسي على اخوتى
ثبت نظرى يارب عليك وانت خالع ثيابك وجالس تغسل رجلى بمحبة وتودد ,حينئذا اخجل كل مرة اتعالى فيها على احد

اجعل صورتك الوديعة وانت تغسل رجلى مستقرة فى اعماقى اليوم كله ,حتى اقبل دائما ان اغسل قدمي اخوتى بنفس
طاقة محبتك .
عندما يضطهدني احد او يصنع بى سوء او ظلم ,اعتنى يارب ان لا اصنع ثورة واخد موقف عداء منه ,بل اتذكر
على الفور انك بذاتك وأنت الله جلست تحت قدمى لكى تغسلني من نجساتى,حينئذا انحنى بقوتك لكي اغسل ارجل
اخوتى بمنتهى الرضي والصبر

اشكرك ايها الملك ملك حياتى وملكى الذى احبنى الى المنتهى وقدم ذاته لي لكى احيا بها والى الابد ,قدمت لى ذاتك
بالحب واسست سر الحب والبذل بغسل الارجل ,ارجوك اعطنى ان اتمسك بك بكل قلبي وبسر حبك الى الابد امين