يُكمِل الربّ مسيرته بصحبة التلميذَين الأولَين، وإذا به يُصادف أخوَين آخرَين، يعقوب ويوحنا بصحبة أبيهما زبدى (على البَرّ هذه المرّة)، وهما يُصلِحان شباكهما.
فيتكرّر الطلب الأول، وتتكرّر معه الاستجابة نفسها، لكن هذه المرّة، إضافةً إلى تركهما الشِباك والسفن، فإنهما يتركان أيضاً أباهما زبدى. بذلك، أصبح لدى يسوع اول فوج من التلاميذ المكوّن من بطرس واندراوس ويوحنا ويعقوب. إلا أننا نجد عند يوحنا الإنجيليّ روايةً مختلفة كليّاً عن باقي الإنجيليّين لدعوة التلاميذ الأوائل، فلا نرى يسوع يدعو صيّادين على شاطئ بحر الجليل لكي يتبعوه، بل نرى بدايةً إثنين من تلاميذ يوحنا المعمدان يتبعان يسوع بناءً على طلب المعمدان، وكان أندراوس أحدهما.
وعاد هذا، فلقِيَ أخاه سمعان مُعلناً له "لقد وجدنا ماسيّا"، وآتياً به إلى يسوع، الذي أطلق عليه لقب "صفا" (الصخرة) يوحنا 1: 35-51). وتدل هذه المقارنة بين الروايات الإنجيليّة على أن إتباع التلاميذ ليسوع لم يأتِ أبداً من فراغ أو عدم معرفة بشخص يسوع، بل سبقه على الأقل شهادة يوحنا المعمدان أمام تلاميذه "هوذا حمل الله...".