|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة " فَتوبوا" فتشير الى جواب الانسان في كل مكان عن اعلان "تَمَّ الزَّمانُ " وقد بدأت هذه الدعوة منذ أيام نوح (التكوين 6: 13). ويعلق البابا القديس كليمنس الأول" كانَ نوحُ أوّلَ نذيرٍ للتوبة، فخَلُصَ مَن سَمِعَ له. وتَنَبَّأَ يونانُ بدمارِ نِينَوى. ولكنَّ أهلَ نِينَوى تابوا عن خطاياهم وأرضَوْا اللهَ بصلواتهِم، فنالوا الخلاص، مع أَنَّهُم غُرباءُ عن الله" (أهل قورنتس الفصل 7، 4-8). وقد عبّر اليهود عن هذه التوبة، بقبول المعمودية لمغفرة الخطايا (متى 3: 6). ويُعلق القديس إسحَق السريانيّ الأُسقُف:"المعموديَّةُ هي الوِلادَةُ الأُولى مِنَ الله. والتَّوبَةُ هي الوِلادَةُ الثَّانية" (كتاب: بستان الرهبان). ففعل "توبوا" في الاصل اليوناني μετανοεῖτε يدل على تغيير في العقلية؛ أمَّا في الاصل العبري שׁוּבוּ فيدلُّ على تغيير الطريق ونمط الحياة والسلوك والعودة بلا شرط الى الله، إله العهد. فالتوبة هي تغيير طريقة حياتنا ونظرتنا إلى الأمور لتتوافق مع نظرة يسوع. لقد رأى التلاميذ الاولون يسوع في الملكوت القريب وغيّروا حياتهم بموجبه. ودعوة التوبة موجّهة للجميع، حيث أن الجميع مدعوّون للتغيّر. وفي هذا الصدد يقول البابا فرنسيس "إِنْ كانَ قلبُكم ليسَ تائِبًا ولا تُصغونَ إلى الرَّبِّ ولا تَتَقَبَّلونَ التأديبَ ولا تَثِقونَ بِه، فهذا يَعني أَنَّكم لا تَملكون قلبًا تائبًا" (عظته الصاحية 16/12/2014). وهنا يقوم التغيير قبل كل شيء في الايمان بالإنجيل، اي في الخبر السار بوجود الله في التاريخ وفي تاريخنا. وفي هذا الصدد يقول بولس الرسول "قد حانَت ساعةُ تَنبَهُّكمِ مِنَ النَّوم، فإِنَّ الخَلاصَ أَقرَبُ إِلَينا الآنَ مِنه يَومَ آمَنَّا. قد تَناهى اللَّيلُ واقتَرَبَ اليَوم. فْلنَخلَعْ أَعمالَ الظَّلام ولْنَلبَسْ سِلاحَ النُّور" (رومة 13: 11 – 12)، ويُعلق القديس يوحنا سابا "من ذا الذي لا يُحبُّكِ أيتها التوبة، يا حاملة جميع التطويبات، إلا الشيطان، لأنكِ غنمتِ غناه وأضعت فناياه" وهذا هو الموضوع الرئيسي الذي عالجه إرميا النبي والانبياء في العهد القديم. وعبارة أخرى تؤكد هذه الآية ان الازمنة قد تمّت كما ورد في تعليم بولس الرسول " لَمَّا تَمَّ الزَّمان، أَرسَلَ اللهُ ابنَه مَولودًا لامرَأَةٍ، مَولودًا في حُكْمِ الشَّريعةْ "(غلاطية 4: 4) وتدعو هذه الآية الى التوبة والى قبول البشارة بالإيمان كما صرّح بولس الرسول "لأَنَّ بِشارَتَنا لم تَصِرْ إِلَيكم بِالكَلامِ وَحْدَه، بل بِعَمَلِ القُوَّةِ وبِالرُّوحٍ القُدُسِ وبِاليَقينِ التَّامَّ "(1 تسالونيقي 1: 5-6). ونداء يسوع الى التوبة والايمان بالإنجيل، سيتواصل في الكرازة المسيحية، فيُصبح بعد القيامة نداء لقبول الخلاص الذي يُعطى لنا في يسوع المسيح. ويعلق القديس إسحَق السريانيّ "التَّوبَةُ هي بابُ الرَّحمَةِ المفتوحِ للَّذينَ يُريدونَه. وبِغيرِ هذا الباب لا يدْخُلُ أَحدٌ إِلى الحياةِ"(كتاب: بستان الرهبان). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|