أما أن هذه هي نظرة الكتاب المقدس المستمرة في الجنس البشري فأمرٌ لا يحتاج إلى مزيد من المناقشة، وهو واضحٌ بما فيه الكفاية مما قُلناه آنفاً بخصوص شمولية خطية الإنسان، بيد أن وحدة الجنس البشري العضوية فيما يتعلق بالقانون والأخلاق، تخطى بمعالجة خاصة ومستفيضة من جانب الرسول بولس.
فبعد أن يعرض بولس أولاً، في رسالته إلى أهل رومية، حقيقة كون العالم كلِّه محكوماً عليه بالدينونة في نظر الله (رومية 1: 18 3: 20)، ثم يشرح بعدها كيف أن التبرير وغفران الخطايا والمصالحة والحياة قد تمت كلُّها بالمسيح وهي متوافرة فيه للمؤمن (رو 3: 21 - 5: 11)، ينتهي في الإصحاح الخامس والآيات (12 – 21) (قبل الانتقال إلى وصف الثمار العملية للبر الحاصل بالإيمان، وذلك في الإصحاح السادس) إلى إيجاز المضمون الكامل الذي يشتمل عليه الخلاصُ الذي ندين للمسيح بفضله.
ويعقد مقابلة - في سياقٍ من تاريخ العالم - بين هذا الأمر وجميع المعاصي والمساوئ التي تراكمت علينا من جراء انتسابنا إلى آدم.