رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يمضي أتباع إن كل فعلٍ آثم هو عملٌ قائمٌ بذاته فيقولون إنه ليس ثمة ما يسمى طبيعةً فاسدة أو نزعة خاطئة أو عادة آثمة، لأن الخليقة كُلَّها بَرَّأها الله وهي تبقى جيدة. إذ ليس هنالك إلا أفعالٌ رديئة، وهذه لا تشكل سلسلة متصلة غير منفصلة، بل هي على حالٍ تتيح لها أن تتبادل الأدوار كلَّ حين مع الأعمال الصالحة، وهي مرتبطة بالشخص نفسه بطريقةٍ لا تُجاوز البتة الاختيار الحر المتوقف كلياً على الإرادة. أما الأثر الوحيد الذي ينتقل من الأفعال الأثيمة أو الأعمال الرديئة إلى الشخص نفسه أو إلى الآخرين الذين في جواره، فهو أثر القدوة السيئة فقط. فما إن نفعل عملاً ردياً مرةً، حتى نصير نزاعين إلى فعله ثانيةً، ولا أرجح أن يقتدي الآخرون بنا، والإثم الشامل الذي يتردى فيه الجنس البشري كلُّه يجب أن يُفسَّر بهذه الطريقة. أي بطريقة المحاكاة. فليس من شيءٍ يُدعى الخطية الموروثة. إذ أن كل إنسان يولد بريئاً، ولكن القدوة السيئة التي يقدمها للناس عموماً هي ذات تأثير سيئ في المعاصرين والحُفَداء على السواء. وإذ تحدوا الجميع العادةُ والعُرف، يسلكون جميعاً في الطريق الأثيم عينه، مع أنه ليس مستحيلاً ولا مستبعداً أن يقوم هُنا أو هناك فردٌ ما فيؤكد ذاته في وجه قوة العرف ويشقُّ طريقه وحيداً ويعيش بقداسةٍ على الأرض. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|