رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة التواضع والوداعة26 التواضع واحترام الآخرين بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث - أول احترام نقدمه هو احترام الأبوة والأمومة بكل تفاصيلها.. - والأبوة تشمل أبوة الله لنا,وأيضا أبوة البشر لنا بما في ذلك الأبوة الجسدية والروحية ومن هم في مركز الأب وكذلك أبوة السن. الله-تبارك اسمه- ندعوه أبانا الذي في السمواتفي كل صلواتنا اليوميةمت6وفي العهد القديم قال له أشعياء النبيأنت يا الله أبونا..أش65:واحترامنا له هو لون من الخشوع أمام عزته الإلهية وهو-بالنسبة إلينا- لايدخل في باب التواضع بل في مجال العبادة ويعتبر التواضع هو من جانب الله الذي يقبل صلواتنا والذي من تواضعه شرفنا بأن ندعي أبناء له1يو3:1. - واحترامنا لله يدعونا أن نطيع وصايا الكتاب وأن نعيش في مخافة الله, نهابه هذا الذي يقف أمامه الملائكة ورؤساء الملائكة في هيبة ووقار. نهاب أيضا هيكله المقدس فلا ندخله بأحذيتنا حسب وصية الله لعبده موسيخر3.بل نسجد أمام هذا الهيكل ونقبل المذبح المقدس في خشوع وتوقير كذلك نصلي إلي الله في مهابة ولا نفعل كالذين يصلون علي موائدهم وهم جلوس! - واحترامنا لله يدعونا إلي احترام كتابه المقدس. هذا الذي قبل قراءته في الكنيسة يقول الأب الكاهن للرباجعلنا مستحقين أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة بطلبات قديسيكويصيح الشماسقفوا بخوف من الله لسماع الإنجيل المقدس.. واحترامنا للكتاب المقدس يدعونا إلي الإيمان به كله مع العمل به. لا نكون مثل الذين يقبلون أسفارا من الكتاب ويرفضون أسفارا أخري.. أو الذين يقيمون أنفسهم رقباء علي الكتاب لايطيعون منه إلا ما يوافق هواهم!ولايقابلون كلمات الرسل بنفس الاحترام اللائق بمن ينطق الروح علي ألسنتهم! في إحدي المرات زارني في الدير أحد رؤساء الكنائس الكبري وفي حوارنا معا حول مشكلة قبوله كهنوت المرأة سردت عليه آيات من رسائل القديس بولس الرسول فقال ليولكن هذا ما يقول بولس..فقلت له وهل ما يقوله القديس بولس موحي به من الله أم لا؟فصمت لحظة ثم قالنعم موحي بهفقلت إذن لماذا لانقبله؟لأنكل الكتاب موحي به من الله ونافع للتعليم..2تي3:16. واحترام الكتاب المقدس يعني أيضا عدم ترجمته ترجمة محرفة. كمال يفعل شهود يهوه لكي يثبتوا ما ينادون به من عقائد لاتقبلها الغالبية العظمي من المسيحيين..!أو تفسير الكتاب حسب الهوي الخاص وضد الحق الإلهي. في كل هذه الأمثلة يختفي الكتاب ويختفي الوحي وتظهر الذات البشرية. - احترام الأبوة الجسدية والأمومة أيضاتشمل وصية الرب القائلة أكرم أباك وأمكخر20وتشمل الخضوع لتعليم الآباء وتأديبهمعب12:8,7 انظروا كيف كان أبونا إسحق خاضعا لأبيه وقد وضعه علي المذبح وربطه بالحطب لكي يقدمه محرقه للربتك22واحترام الأبوة الجسدية يشمل أيضا كل الأقارب الذين هم في مركز الأب أيضا كالعم والخال والجد.. وتشمل أيضا احترام الكبار في السن الذين هم في مستوي الأب كقول الكتاب:أمام الأشيب تقوم وتحترم وجه الشيخلا19:33.. -أما الأبوة الروحية فتشمل احترام رجال الكهنوت والمرشدين الروحيين. نحترم الكهنة في الكنيسة والآباء الأساقفة والمطارنة لأنهم آباء في الكنيسة ولأجل كهنوتهم ولأنهم وكلاء للهتي1:7ووكلاء سرائر الله1كو1:4ولأجل مركزهم كما ورد في سفر ملاخي أن الكاهن رسول رب الجنود ومن فمه يطلبون الشريعة ونحترمهم أيضا لأجل سنهم وخدمتهم للأسرار الإلهية وائتمان الرب لهم علي خدمة التعليم1تي5:17وكما يقول الكتابأطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابا..عب13:17.. إن احترام رجال الكهنوت يدخل ضمن احترام الرب نفسه لأنهم رجال الله وهم سفراؤه ووكلاؤه ..وعنهم قالمن يكرمكم يكرمنيأما عدم احترام الكهنوت والتطاول علي كل رتبة فيدل علي كبرياء في القلب وعلي أن من ينتقد هؤلاء إنمايرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئرو12:3فقد يحدث أن فتي صغيرا أو خادما مبتدئا قد قرأ كتابا أو كتابين وربما لم يستطع أن يضمن مفهومهما كما ينبغي يبدأ في انتقاد بعض الآباء الكهنة أو الآباء الأساقفة كأنه يفهم مالا يفهمون ويقول هذا خطأ وهذا لايجور!!وليس في فكرة فقط يسري هذا المفهوم بل يشهر بهم علنا أمام الناس!! 0يظهر احترام الكهنوت أيضا بعضهم لبعض. كل رتبة تحترم الرتب التي تعلوها أو التي هي أكبر منها سنا أو أقدم منها في السيامة وسنضرب مثلا لاحترام أحد الآباء الأساقفة للبابا البطريرك. حدث في أيام محمد علي الكبير حاكم مصر أنه كان علي ابنته زهرةشيطان يصرعها ويتعبها و,نصحه البعض أن يحولها علي البابا البطريرك وكان وقتذاك الأنبا بطرس الجاولي لكي يصلي عليها ويشفيها فلما أوصلوها إليه قال في اتضاع:ليست لي هذه الموهبة وطلب من الأنبا صرابامون أبو طرحة أسقف المنوفية أن يصلي لها إذ له هذه الموهبة وحاول القديس الأنبا صرابامون أن يعفي من هذا الأمر فلم يستطع :فقال لقداسة البطريركأعطني صليبك يا سيدنا لكي أرشمها به وأنا أصلي لكي تشفي..فعل ذلك حتي في شفائها ينسب ذلك إلي صليب البابا وليس إلي صلاته هو..ما أعجب ذلك الاتضاع. - واحترام الكهنوت يعني أيضا احترام المجامع المقدسة وما أصدرته من قرارات. تلك المجامع-المسكونية والإقليمية والمكانية التي كان يجتمع فيها مجموعة من الآباء الأساقفة ويصدرون قوانين تلتزم بها الكنيسة الجامعة وبتلك القوانين أمكن تنظيم الكنيسة من الداخل..بل أمكن أيضا وضع قواعد الإيمان السليم وإرساء التقاليد الثابته التي سارت عليها الكنيسة من جيل إلي جيل.. - أما عن احترام الأمومة فتشمل الأم بالجسد والقديسة العذراء والكنيسة. يحترم الإنسان أمه التي ولدته وأرضعته وربته وكانت أشبينيته في المعمودية ويقول الكتاب. - ويحترم القديسة العذراء مريم فهي أمنا وملكتنا كلنا هذه التي استقبلتها القديسة أليصاباتالأكبر سنا بكل اتضاع وتوقير قائلةمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليلو1:43وهي التي كانت أما روحية للرسل وعنها قال الرب وهو علي الصليب لتلميذه القديس يوحنا الرسولهذه أمكيو19:27هذه التي جميع الأجيال تطوبهالو1:48وهي التي تطوبها الكنيسة قائلة لها في تسابيحهاعلوت يا مريم فوق الشاروبيم وسموت يا مريم فوق السارافيم. - وفي احترام الأمومة نحترم الكنيسة التي ولدتنا في جرن المعمودية.. ولدتنا في الإيمان وفي التعليم والتوبة وفي الأسرار المقدسة التي لولاها ما كنا مسيحيين وإنما صرنا هكذا بكرازتها وجهادها. إننا نحترم الكنيسة ونحترم عقيدتها وإيمانها ونحترم مجامعها وآباءها وقديسيها وتعاليمهم,ونحترم تاريخها وطقوسها..ونقف بكل اتضاع أمام تقاليدها وندافع عنها ونفخر بالانتساب إليها ونذكر جهاد الكنيسة حتي حفظت لنا الإيمان سليما وقدمت في سبيل ذلك الآفا من الشهداء.. ونقف بكل اتضاع أمام تعاليم آبائنا.. نعتبرهم مراجع لنا في الإيمان وفي التفسير وفي التأملات الروحية ولا نعتبر كتاباتهم مجرد آراء كما تفعل بعض الطوائف. وفي احترامنا لآباء الكنيسة نحترم أبطال الإيمان معلمي البيعة ونحترم الشهداء الذين سفكوا دماءهم لأجل الإيمان ونحترم الدعاة وآباء البرية ونتشفع بكل هؤلاء في قداساتنا وصلواتنا ونقيم لهم الأعياد ونضع الشموع أمام أيقوناتهم ونقدس رفاتهم. إنه ميزة في اتضاع الكنيسة الأرثوذكسية في توقيرها لآبائها. - وفي احترام الكبار نذكر احترام مسيح الرب كما فعلت أبيجايل. كان داود قد قرر قتل زوجها نابال الكرملي بسبب بخله وتعييره لداود فأخذت أبيجايل هدية من الأطعمة التي كان يحتاجها داود ورجاله وحملتها إليهولما رأت أبيجايل داود أسرعت ونزلت عن الحمار وسقطت أمام داود علي وجهها وسجدت إلي الأرض خاطبت داود بعبارة سيدي وعن نفسها بكلمة أمتك وقدمت له الهدية قائلة لهوالآن هذه البركة التي أتت بها جاريتك إلي سيدي فلتعط للغلمان السائرين وراء سيدي1صم25:23-27. ولما كانت في موقف تشعره فيه بخطأ إتيانه للدماء وانتقام يده لنفسه مزجت ذلك بالمديح والاحترام اللائقين وقالت له:إن سيدي يحارب حروب الرب ولم يوجد فيك شر كل أيامك..ويكون عندما يصنع الرب لسيدي حسب كل ما تكلم به من الخير من أجلك ويقيمك رئيسا علي إسرائيل إنه لاتكون لك هذه مصدمة ومعثرة قلب لسيدي إنك قد سفكت دما عفوا أو أن سيدي قد انتقم لنفسه وإذا أحسن الرب إلي سيدي فاذكر أمتك1صم25:28-31 وأحدث هذا الحديث المتضع أثره في نفس داود وأزال غضبه فقال لهامبارك عقلك ومباركة أنت لأنك منعتني اليوم عن إتيان الدماء وانتقام يدي لنفسيوصرفها بسلام. - وفي احترام الزوج:نذكر أن سارة كانت تدعو زوجها إبراهيم سيدي تك18:12كذلك قول الكتابأيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب.لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضا رأس الكنيسةأف5:23,22. - ومن جهة احترام الكبار ولاسيما الأنبياء. نذكر حديث قائد الخمسين الثالث مع إيليا النبي بعد أن أمر إيليا فنزلت نار من السماء وأكلت قائد الخمسين الأول وقائد الخمسين الثاني لأنهما تكلما مع النبي العظيم بكبرياء بعبارة:يا رجل الله الملك يقول لك إنزل2مل1:11,9. أما رئيس الخمسين الثالث فإنه-في تواضع-صعد إلي حيث كان إيليا وجثا علي ركبتيه أمام إيليا وتضرع إليه وقال له:يا رجل الله لتكرم نفسي وأنفس عبيدك هولاء الخمسين في عينيك هوذا قد نزلت نار من السماء رئيسي الخمسينين الأولين وخمسينيهما والآن لتكرم نفسي في عينيك2مل14,13. وأمر ملاك الرب إيليا أن ينزل معه ولم يمت رئيس الخمسين الثالث لاتضاعه. - ومن جهة احترام السادة: نذكر قول الملاك لهاجر وهي هاربة من سيدتها يا هاجر جارية ساراي ارجعي إلي مولاتك واخضعي تحت يديهاتك16:9,8. نكتفي بهذا الآن,وإلي اللقاء في عدد مقبل إن أحبت نعمة الرب وعشنا.. </B></I> |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حياة التواضع والوداعة12 |
حياة التواضع والوداعة13 |
حياة التواضع والوداعة14 |
حياة التواضع والوداعة16 |
حياة التواضع والوداعة17 |