رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لو قلنا أن حياة يسوع المسيح تكمن في ثلاث محطات مهمة: الميلاد والصلب والقيامة فنجد أن مريم حضرت إثنتين منهما بل أن محطة الميلاد كانت هي الشخص الرئيس فيها ومن ثم محطة الصلب حينما وقفت عند الصلب، لكنها لم تتواجد في المحطة الأخيرة عند قيامة المسيح على رغم من إهمية الحدث إلا أن مشيئة الرب أراد أن تكون مريم غير حاضرة في هذا الوقت وكأنها كانت تعرف كل ما سيجري فهي قد حفظت كل الأمور في قلبها منذ ثلاثة وثلاثون سنة. قد يتساءل البعض عن الحدث الميلادي العجيب حينما ولد يسوع من عذراء وكل الأحداث التي حصلت وقتها. فإن كان هذا الحدث هو في تلك الأهمية لماذا لم يكتبها مرقس أو يوحنا في بشارتهما حتى ولو على سبيل الذكر أو التلميح إنشالله لو بسطر واحد؟ تعجبني إجابة جوش ماكدوبل حينما أعطى فكرة مبسطة عن السبب: إنجيل مرقس هو أول إنجيل كتب ويعتبر من أقصر الأناجيل وأكثرها إختصاراً بل وكأنه صورة مصغرة لإنجيل متى. الأحداث تصبح متتالية بشكل سريع والقارئ يجد أن أحداث كثيرة حصلت في إصحاح واحد. وعدم ذكر مرقس الميلاد ذلك يعود لأن قصة الميلاد كانت معروفة بين كافة الشعب في ذلك الوقت وكانت متناقلة من شخص لشخص دون الحاجة لتدوينها وحينما كتب مرقس إنجيله كانت مريم العذراء مازالت حية بجسدها وتعيش معهم ويمكن لأي شخص التوصل إليها ليسألها. لكن بعد أن تنحت مريم وانتقلت إلى السماء ادت الحاجة إلى كتابة الحدث الميلاد العجائبي فدوناه البشيرين متى ولوقا. وأخيراً وبعد مرور أكثر من عشر سنين كتب يوحنا إنجيله لم يعد الحاجة لكتابة الميلاد وذلك لأن القصة قد دونت. حضور مريم العذراء في الكتاب المقدس هو مهم جداً. فإن غابت مريم عن الكتاب المقدس واكتفينا بكتب الأباء لما عرفنا قيمتها الحقيقية. فهي هيكل الله القدوس وهي الوحيدة التي جمعت بين الأقانيم الثلاثة في شخصها وفي وقت واحد. هي إبنة الله الآب الأقنوم الأول وأم الله الإبن المتجسد في يسوع المسيح الأقنوم الثاني وحل عليها الروح القدس الأقنوم الثالث وليس هناك شخص قبلها أو بعدها نال هذه النعمة العظيمة وعلى الرغم من كل هذا تواضعت مريم قائلة: أنا أمة الرب (لوقا 1/38) كان يمكن أن تقول أنا العظيمة بين النساء أنا ملكة الملوك. لكنها اختارت أن تتواضع بالرغن من كل النعم الذي منحها الله والذي اختارها الله من بين كل النساء. يرجى التنويه أن البعض يخطئ من دون قصد في اختيار عباراته ليقول بأن الله انتظر الفتاة المناسبة ليتجسد بها. هذه عبارة خاطئة، الله لا يتنظر. فهو كلي القدرة ويستطيع خلق مريم العذراء بعد سقوط حواء مباشرة.. إنما بسبب خطة الله الإلهية وترتيبه الزمني للأحداث جعل مريم العذراء تأتي في ذلك الزمان البشري لتكون هي المرأة المستحقة بأن تصبح أماً للمسيح الإله المتجسد. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|