ما حصل على الجلجلة، حيث القدرة الخلاّقة والفادية أحدثتْ في مريم وفي يوحنا تحَوُّلاً أساسيّاً رافعةً إيّاهما إلى أمومة جديدة وبنوّة جديدة، أي إلى صيرورة جديدة حيث، في المسيح، تَحُلُّ روابطُ الإيمان محلَّ روابط الدم ("هذا هو جسدي")، فصار الخبز جسده. "هذه هي أُمّكم"، فصارت مريم أُمنَّا).يقول ألبير رُويه: "ساعة انكشفَ عمق أُقنوميّة المسيح، انكشف أيضاً عمق أقنوميّة مريم: إنّها قد وُجدتْ لتكون أُمّاً، ليس إلاّ. هذا هو كيانها العميق (...)، أن تكون أمّاً ليسوع ولكلّ مَن فيه يعيش، هو القائم من بين الأموات. لا ليست مريم عَرَضاً ولا هي أداة اختيرتْ بالصدفة ، بل هي تلك التي ترتبط دعوتها بتاريخ ابنها. إنّها الأم." يلتقي في ذلك مع الكاثوليك، بعض البروتستانت. يقول القسّ جان دي سوسور مخاطباً المسيح: "لمّا كان أنّي أموتُ معك على الصليب، فإنّ تلك الواقفة قُربه هي أيضاً واقفة بالقرب منّي ومن كلّ من يموت معك... إنّها تحتضن بحنانها نِزاعَ المسيحيّين، وهي بإرادتك أُمٌّ لكلٍّ من تلاميذك الذين تحبّهم.