رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلام الحية يهدف إلى إثارة الشكوك في نوايا الله الحقيقية وفي موقفه من الإنسان الذي خلقه فمقصد الله من الوصية ليست حماية الإنسان من الموت “لئلا تموتا” بل حماية الله من الإنسان, فالله يمتلك امتيازات ومعارف يريد إبعاد الإنسان عنها وعدم مشاركته فيها, أنه يريد الإحتفاظ بها لنفسه, أن الله يريد منع آدم وحواء من أن يصيرا “كالله” فالغيرة والحسد يدخلان في العلاقة بين الإنسان والله… الله يحرص على ما يملك من إمتيازات, والإنسان يشتهي ما عند الله, ويسعى إلى إمتلاكه, وهذا ما يجعله يكذب ولا يقول الحقيقة, فنتيجة المعصية ليست الموت كما يدعي الله, بل المعرفة التي تجعله مساوياً له” لذا فهي (أي الحية) تقول: ” لن تموتا …تكونان كالله”. فهل هذا الإدعاء صحيح أم أن المجرب (إبليس) ” أبا الكذاب” يسقط على طبيعته بالذات؟ إذا عدنا إلى الفصل الأول من سفر التكوين نجد نقيض هذا الإدعاء, إذ خلق الله الإنسان على صورته ومثاله: ” فخلق الله الإنسان على صورته, على صورة الله خلقه, ذكراً وأنثى خلقهم ” (تكوين 1: 27). أن الله لم يخلق الإنسان كسائر المخلوقات, فالإنسان مخلوق على صورة الله – أن جاز لنا التعبير – خلقه شبيهاً به, وليعطيه حياته الإلهية بالذات, هذه القرابة التي تحول الإنسان إلى شريك لله, هذا هو مشروع الله الأساسي ” كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى..لكي تصيروا شركاء الطبيعة الإلهية ” (2 بطرس 1: 3-4), فالله يدعونا إذاً لنصير شركاء معه, وهذه الشراكة ليست شراكة في الخيرات أو الممتلكات, بل “بذاته الإلهية” وتحقيق هذه الشراكة يبقى مشروع الله حيال الإنسان, وإكتمال هذا المشروع بتجسد الله الإبن (يسوع المسيح). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|