رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
واجتَمَعَ الرُّسُلُ عِندَ يسوع، وأَخبَروه بِجَميعِ ما عَمِلوا وعلَّموا. فقالَ لهم: تَعالَوا أَنتم إِلى مَكانٍ قَفرٍ تَعتَزِلونَ فيه، واستَريحوا قَليلاً. لأَنَّ القادِمينَ والذَّاهِبينَ كانوا كَثيرينَ حَتَّى لم تَكُنْ لَهم فُرصَةٌ لِتَناوُلِ الطَّعام. تشير عبارة "تَعالَوا أَنتم إِلى مَكانٍ قَفرٍ" إلى دعوة يسوع للرسل، بعد عودتهم من الرسالة، لمشاركته في عزلته وخلوته. هذه الدعوة عينها يوجهها يسوع لنا اليوم، يدعونا لمشاركته حميميته لمجرّد إتمامنا لرسالته، فكم هي عظيمة ثقته بنا! أمَّا عبارة “مَكانٍ قَفرٍ" في الأصل اليونانيἔρημον τόπον (معناها موضع خلاء) فتشير إلى أرض غير صالحة للفلاحة والزراعة (مزمور 107: 35 وأشعيا 14: 17) وهنا تدل على الجهة الشمالية الشرقية لبحيرة طبرية في منطقة الطابغة حيث قام يسوع بتكثير الخبز والسمكتين. أمَّا في إنجيل لوقا يبدو هذا الموضع كان في ارض بيت صيدا شرقي بحيرة طبرية (لوقا 9: 10) وتُعرف هذه الأرض باسم " سهل البطيحة". فمَكانٍ قَفرٍ لم يكن في الكتاب المقدس مكاناً يقصده المرء للاستجمام والراحة، بل مكان صراع وعطش وجوع وتجربة ومسيرة شاقة. إنه المكان الذي يختاره الله لشعبه كي يتعلم فن الاتكال على الله وفن المشاركة مع كل متطلبات ذلك. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|