القديس يوحنا ذهبي الفم
الثالوث القدوس:
مع أن القديس يوحنا هو تلميذ ديؤيدور الطرطوسي لكنه لم يشعر بالدعوة لكي يقود بطريقة صريحة لاهوتيات المسيَّا لمدرسة أنطاكية، لم يرد أن يدخل في الصراعات الفكرية خاصة في التبشيرات اللاهوتية. لكنه متى سمحت له الفرصة تحدث عن الثالوث القدوس بدقة وعلاقة الأقانيم ببعضهم البعض كما ركز على كمال لاهوت المسيح ضد الأريوسيين . وكمال ناسوته ضد الأبوليتاريوسيين وأن ناسوته يشابه ناسوتنا فيما عدا الخطية، أعطى أيضًا اهتمامًا خاصًا بالكشف عن عدم ازدواج شخصية السيد المسيح وعدم الاختلاط بين لاهوته وناسوته...
فيما يلي مقتطفات من عباراته فيما يخص الثالوث القدوس وشخص السيد المسيح:
أ. الأقانيم الإلهية:
"عندما أقول هذا لا أخلط بين الأقانيم،
وأنا اَستند إلى وحدة الجوهر ليؤكد تمايز الأقانيم".
"عندما تسمع بأن الله يلد الابن لا تفكر في انقسام في وحدة الجوهر ".
ب. تحدث عن الابن أنه يحمل "ذات طبيعة الإنسان "، وقد فضل التعبيرين. "مساوٍ للآب"، "مساوٍ في الجوهر".
"الكلمة جوهر، أقنوم مولود من الآب نفسه ".
"الآب والابن هما واحد، لكن كل منهما أقنوم متمايز ".
"لم يكن الآب قط بدون الابن،
الابن إله دائم كائن مع الآب على الدوام ".
ج. وتحدث عن لاهوت السيد المسيح، قائلًا:
"عندما يعاقب ويكافئ، يغفر الخطايا، يشرع أو يعمل شيئًا أعظم من هذا كله لا يلجأ إلى الآب في أي شيء ولا يصلي إليه إنما يصنع كل شيء بسلطان ".
د. وفي تجسد السيد وطبيعته يقول:
"مع بقائه كما هو، أخلى نفسه إلى ما لم يكن عليه قبلًا. ومع أنه صار إنسانًا لكنه بقي كما هو "الله" إذ اللوغوس...
صار الواحد (إنسانًا)... لكنه لا يزال هو الآخر (الله) دون اختلاط ولا انفصال.
إله واحد، مسيح واحد، ابن الله.
بقولي مسيح واحد، أقصد اتحادًا بغير اختلاط، فلا تتحول طبيعة إلى أخرى، بل اتحدتا معًا".
"بالاتحاد والالتحام أصبح اللاهوت والناسوت واحدًا بغير اختلاط ولا اختفاء لطبيعة إحداهما، إنما اتحدتا بطريقة لا يعبر عنها ولا يمكن تحديدها.
كيف يتم هذا الاتحاد؟ لا تسألني، فإن الله وحده هو الذي يعلم ".
"الله الكلمة صار مع الجسد واحدًا بغير اختلاط ولا تغير في الجوهر، بل في اتحاد غير منطوق به، فائق الإدراك. لا تقل كيف؟".