مَن قَبِلَ واحِداً مِن أَمْثالِ هؤُلاءِ الأَطْفالِ إِكراماً لِاسمِي فقَد قَبِلَني أَنا ومَن قَبِلَني فلم يَقبَلْني أَنا، بلِ الَّذي أَرسَلَني
تشير عبارة " قَبِلَ " إلى إصغاء وخضوع لكلمة يسوع ورسله. أمَّا لفظة القبول في لغة إنجيل متى فمعناها الضيافة، حيث أنها لا تشير إلى قبول طفل بل مرسل يسوع (متى 10: 40).
ننتقل في الإنجيل من الطفل إلى التلميذ والعكس بالعكس، لان العلاقة كبيرة بينهما.
أمَّا عبارة " مَن قَبِلَ واحِداً مِن أَمْثالِ هؤُلاءِ الأَطْفالِ إِكراماً لِاسمِي فقَد قَبِلَني أَنا" فتشير إلى تأكيد يسوع أن الطفل يُمثِّل يسوع نفسه. يسوع هو من يقبل. ثم هو من يُقبَل في شخص الطفل.
فاذا قبلتم طفلا قبلتم يسوع. فالطفل هو علامة حضور المسيح. والمسيح يعتبر نفسه واحداً مع الأطفال. واكتشف بولس الرسول هذه الحقيقة على طريق دمشق " أَنا يسوعُ الَّذي أَنتَ تَضطَهِدُه" (أعمال الرسل 9: 5). هذه مسؤولية عظيمة لكل واحد منا.
فالطفل كبير في عين الله، نقبله باسم المسيح ونخدمه. ويًعلق البابا فرنسيس " إن الاختلاف الأساسي بين الله والإنسان هو الكبرياء. فالله لا يعرف الكبرياء وهو شعور متجذر لدينا نحن البشر.
إننا صغار ونسعى لأن نكون كباراً وأوَّلين، فيما الله لم يتردد في أن يصبح واحداً من الآخِرين. بعد أن دعا يسوع التلاميذ أن يتواضعوا ويصيروا خداما "صغارا"(متى 18: 3) يدعوهم الآن إلى قبول الأطفال. فالطفل أصبح علامة حضور يسوع وقدوة للتلميذ الحقيقي للمسيح.