ضبط الذات هو قدرة المرء على توجيه سلوكه والسيطرة على مشاعره، فلا يستسلم إلى نزواته، بل يُنظِّمها ويعدِّلها وفق للأهداف والظروف. ومن هنا نجد أنَّ يوحنا الرسول اتَّخذ موقف تعصبٍ غير منضبطٍ تجاه الرجل الذي كان يَطرُدُ الشَّياطينَ بِاسمِ يسوعَ، إذ منعه لأَنَّه لم يكن من فريق الرسل (مرقس 9: 38). لكن الرجل كان من المؤمنين بالمسيح، والإيمان يمنح صاحبه الحق على الرسالة والقوة لاجتراح المعجزات. وكل إنسان بحكم انتمائه إلى المسيح رسول؛ له ما للرسل، وعليه ما عليهم. فلا ينبغي أن يمنعه أحد من حقه المشروع. ومن يمنع صاحب رسالة من رسالته بحجة انه ليس من اتباعه فهو متعصب، حيث أنه لم يضبط نفسه تجاه الرجل الذي كان يعمل باسم يسوع بل شككه بإيمانه.