رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنبا انطونيوس رأى أنطونيوس ما لم يكن خيالياً، بل ذهباً حقيقياً مبعثرا فى الطريق. وتبين للشرير أن أنطونيوس لم يكن يبالي بالمال يقينا، فقد تعجب أنطونيوس من عظم الكمية، ولكنه جاز مقابلة كأنه سائر فوق نار. ولم يلتفت يمنة أو يسرة، بل أسرع راكضاً لكي لا يعود يبصر المكان. وإذ ازداد ثباتا فى عزمه أكثر فأكثر أسرع إلى الجبل. وعندما وجد حصناً مهجوراً منذ مدة طويلة لدرجة أنه كان ممتلئا بالزحافات، وكان على ضفة النهر المقابلة، عبر النهر إليه وسكن هناك أما الزحافات فقد غادرت المكان فى الحال كأنما قد طاردها شخص ما. على أنه بنى المدخل وأكمله واختزن أرغفة لمدة ستة أشهر، وهذه عادة أهل طيبة وكثيرا ما حفظوا الأرغفة سنة كاملة، وإذ وجد مياهاً داخلة نزل كأنه ذاهب إلى مزار، وسكن فيه بمفرده، دون أن يخرج منه قطعا أو يتطلع إلي أي شخص جاء اليه، وهكذا قضى وقتا طويلا فى تدريب نفسه، وكان يتقبل الأرغفة التي تدلى إليه من فوق مرتين فى السنة. على أن معارفه الذين أتوا إليه، كان لا يأذن لهم بالدخول ولذلك كثيرا ما كانوا يقضون أياما وليالي خارجاً، ويسمعون صوتا كجلبة وضوضاء جماهير فى الداخل، يطنون ويبعثون أصواتا أسيفة صارخين: “غادر مكاننا. أنى لك أن تأتى حتى إلى البرية ؟ انك لا تستطيع أن تقوى على هجومنا، وفى بداية الأمر ظن هؤلاء الذين من خارج أن هناك أشخاصا يحاربونه وأنهم دخلوا بسلم، ولكنهم لما انحنوا إلى أسفل ونظروا من ثقب ولم يروا أحدا، خافوا وحسبوهم شياطين، فنادوا أنطونيوس، وللحال سمعهم ولم يخطر بباله أنهم الشياطين وإذ أتى إلى الباب رجاهم أن ينصرفوا ولا يخافوا قائلا: “لأن الشياطين توجه هجماتها المنظورة إلى الجبناء، إذا فارسموا أنفسكم بعلامة الصليب وانصرفوا بشجاعة ودعوا هؤلاء يسخرون من ذواتهم”. وهكذا انصرفوا متحصنين بعلامة الصليب. أما هو فلبث دون أن تمسه الأرواح الشريرة بأي أذى، كما أنه لم يتعبه النضال المستمر، إذ أتت لمعونته رؤى من الأعالي. أما ضعف العدو فقد أراحه من تعب كثير وسلحه بغيرة أشد، لأن معارفه طالما أتوا إليه متوقعين أن يجدوه ميتا، فكانوا يسمعونه مترنماً “يقوم الله ويتبدد أعدائه ويهرب مبغضوه من أمام وجه، كما يذرى الدخان تزريهم، كما يذوب الشمع قدام الله” . وأيضا “كل الأمم أحاطوا بي، باسم الرب أبيدهم” |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|