فاغتَمَّ لِهذا الكَلامِ وانصَرَفَ حَزيناً، لأَنَّه كانَ ذا مالٍ كثير
تشير عبارة "فاغتَمَّ " إلى علامات وجه الرجل عندما سمع من يسوع جوابا لم يتوقعه ولم يكن مستعدا أن يقبله، لأنه كان متعلقا بماله أكثر من تعلقه بيسوع.
ومحبته للمال حرمته من الدخول، ففضّل ممتلكات العالم على الحياة الأبدية التي جاء يطلبها.
فكانت ثروته هي نقطة ضعفه، إذ لم يكن يريد أن يتخلى عنها، لأنها كانت بمثابة إلهه، وبالتالي لم يكن هذا الرجل كاملا (متى 19: 21) بل ناقصا لان قلبه منقسم ومتعلق بأملاكه التي تصدَّه عن الله.
كان سيده المال لا الله. وبالتالي لم يكن على استعداد أن يتخلى عن كل ما يريده الله أن يتخلى عنه.
فالخطر الحقيقي لهذا الرجل الغني يتمثل في عدم رؤية يسوع وعدم تقبل حبه لأن قلبه لا يملك حيزا للحب بل متعلق بالخيرات التي منها يأمل الحصول على الحياة.
إنه مشغول، وهذا الانشغال هو مرضه، مرض يصعب الشفاء مه كما قال يسوع "ما أَعسَرَ دُخولَ مَلَكوتِ اللهِ عَلى ذَوي المال " (مرقس 10: 23).
هذا الرجل الغني لا يتقبل الحب لأن قلبه لا يملك حيزا للحب، ولأنه يفتقر إلى القدرة لعمل مساحة له في داخله.
قلبه متعلق بالخيرات التي يأمل الحصول منها على الحياة.
إنه يحب ولكنه منشغل بأمر آخر. إن هذا الانشغال هو مرضه، وهو مرض يصعب الشفاء