الاعتراف
منذ سنوات طويلة جاءتني سيدة غنية وسخية في عطائها للفقراء، وفي خجل قالت لي:
- لي ثلاث شهور أصارع لكي آتي إليك وأعترف!
- لماذا؟
- لأني سقطت في خطية تافهة، وأنا في خجل من أن أذكرها أمامك.
- كلنا تحت الضعف، حتى فيما نظنّه خطايا تافهة!
- أنت تعلم أني لم أرتكب ثلاث خطايا كل أيام حياتي:
* فالكل يعرف أنني جريئة جدًا، لن أكذب، مهما تكن الظروف.
* عشت في شبابي دون أي خبرة في العلاقات الخاطئة، لم أدخل في علاقة عاطفية قط حتى تزوجت.
* وهبني الله الكثير، أحب العطاء أكثر من الأخذ؛ لن أمد يدي إلى مال غيري. ثلاث خطايا لم ارتكبها: الكذب، الزنا، والسرقة!
- هذه نعمة من الله وليست فضلًا منكِ!
- هذا ما اكتشفته أخيرًا.
- إنني في خجل أن أقول لك:
بينما كنت في "ماركت" أخذت شيئًا ثمنه جنيهًا واحدًا... هذا مبلغ تافه للغاية، ووضعت هذا الشيء في حقيبتي وخرجت دون أن أدفع الثمن.
خرجت وإذا بنارٍ ملتهبة في قلبي. عدت ووضعت الشيء مكانه. ومع هذا فإنني لازلت أبكي بمرارة... لن أغفر لنفسي ما قد فعلته... لماذا فعلت هذا؟ هل كنت في وعيي أم لا؟
أنا لست محتاجة... أعطي الكثيرين بسخاء! ثم انهارت السيدة في البكاء...
- هل تبكين لأجل خطيتك؟ أم لأجل كرامتك التي أًهينت ولو أمام نفسك؟
- الحق، إني حزينة على نفسي، لم أكن أتوقع إني أسقط في خطية تافهة كهذه.
- هذا درس لنا جميعًا... فالخطية خاطئة جدًا، ونحن ضعفاء للغاية؛ إن كنا نهزمها فمن أجل غنى نعمة الله الفائقة!
أقدم لكِ هذه القصة الواقعية التي لم تعد صاحبتها بيننا، لكن قصتها لا تفارق ذهني... إنها درس حي لي ولك، ليس من هو عظيم ولا من هو طاهر أو مقدس بذاته، ومهما كانت خبراته الماضية أو قدراته. إنها نعمة الله وحدها التي تسند الفتى كما الرجل أو السيدة، والطفل كما الشيخ، لتقيم منهم قديسين على صورة ربنا يسوع القدوس.
لا تخف الخطية فإن الذي معك أعظم من الذي عليك!
ولا تستهين بالخطية فإن فارقتك نعمة الله تسقط فيما لا تتوقع قط!